الأربعاء، 5 يناير 2011

سنضهرالحق ولو كره الحاقدون؟


 

  الحمد لله وحده والصلاةوالسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أمابعد:
يقول الله تعالى: (إِنّ الّذِينَ يُحَآدّونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مّهِينٌ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوَاْ أَحْصَاهُ اللّهُ وَنَسُوهُ وَاللّهُ عَلَىَ كُلّ شَيْءٍ شَهِيدٌ أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مَا يَكُونُ مِن نّجْوَىَ ثَلاَثَةٍ إِلاّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىَ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمّ يُنَبّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنّ اللّهَ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
الكثير من الاخوة ولأخوات يسألون عن حديث (لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام...)
نحن سنجيب بقدر المستطاع, و أن شاء الله تكتمل الفكرة وتكلل بالنجاح, مع العلم انني لست عالم , و لست من خريجي دار الحديث
عن النبى صلى الله عليه وآله, انه قال من سئل عن علم يعلمه فكتمه لجم يوم القيامة بلجام من نار، أ رجو من السادة القراء, إذا وجدو أخطاء في الموضوع ان ينبهوننا ولهم الشكر الجزيل:
يقول الله تعالى : (وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله)
كان ‏‏اليهود ، يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حيوه سام عليك يا ‏‏أبا القاسم.
عن أم المؤمينين عائشة رضي الله عنها قالت : دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود  فقالوا السام عليك يا أبا القاسم فقالت عائشة: رضي الله عنها , وعليكم السام قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش) قلت: ألا تسمعهم يقولون السام عليك ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أو ما سمعت أقول وعليكم)  فأنزل الله تعالى : (وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله) وفي رواية في الصحيح أنها قالت لهم: عليكم السام والذام واللعنة, وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إنه يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا).
وقد ذهب بعض العلماء أن هذا الحديث له سبب خاص، كما نقله ابن القيم فقال:
هذا كان في قضية خاصة لما ساروا إلى بني قريظة بعد أن نقضوا العهد ووقفوا إلى جانب الكفار للقضاء على المسلمين قال: (لا تبدأوهم بالسلام)  فهل هذا حكم عام لأهل الذمة  (أهل الكتاب) أم يختص بمن كانت حاله بمثل حال أولئك (بنو قريظة) هذا موضع نظر.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس مع أصحابه إذ أتى عليهم يهودي, فسلم عليهم فردوا عليه فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم (هل تدرون ما قال ) قالوا سلم يا رسول الله قال (بل قال سام عليكم) أي تسامون دينكم  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ردوه) فردوه عليه فقال نبي الله (أقلت سام عليكم ) قال : نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك)  أي عليك ما قلت, وأصل حديث أنس مخرج في الصحيح وهذا الحديث في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها بنحوه.
قال الإمام أحمد: أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم سام عليكم , ثم يقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول ؟ فنزلت هذه الاَية (وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير) إسناد حسن.
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال الله تعالى (وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله) قال: كان المنافقون يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حيوه سام عليك, قال الله تعالى: ) حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير)  ثم قال الله تعالى مؤدباً عباده المؤمنين أن لا يكونوا مثل الكفرة والمنافقين (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول) أي كما يتناجى به الجهلة من كفرة أهل الكتاب ومن مالأهم على ضلالهم من المنافقين) ثم قال تعالى : (وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون) أي فيخبركم بجميع أعمالكم وأقوالكم التي قد أحصاها عليكم وسيجزيكم بها.
و الإسلام جاء لإكرام الإنسان أياً كان ، قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) ونهى الله تعالى عن إهانة الآخرين واستثارة مشاعرهم العدوانية، قال تعالى (وَلاتَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) وخص أهل الكتاب بمزيد من العناية، قال تعالى (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )ثم قال الله تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ).
هذا الحديث ,لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه.يعني هل لا نسلم عليهم ونضيق عليهم الطريق ونزعجهم؟؟
الجواب :
هذا الحديث رغم شهرته ليس له أصل في كتب السنة النبوية فلم يذكره أحد من الذين صنفوا الفهارس الحديثية ، وكذلك فإن الحديث لا يوجد في الكتب التي اعتنت.
ثم هونك من يقول :هل يجوز رد السلام على غير المسلم مهما كانت عقيدته؟
نعم يجوز رد السلام على غير المسلم، وخصوصاً إذا كنا نرجوا إسلامه، أو جعلنا ذلك وسيلة لدعوته، قال الله تعالى: ((وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها...)) الآية.
  وهونك من يقول: هل غير المسلم يعتبر عدوا أم المحارب المعتدي على المسلمين,
في حالة المحارب فلا خلاف في أنه لا يجوز السكوت عليهم بل يجب
محاربتهم وصدهم عن بلاد المسلمين ,أما في حالة غير المحارب فإنه ,يجوز القاء السلام عليهم.فالقرآن يأمر الرسول عليه السلام أن
يصفح عن من لا يؤمن ويقول: السلام و الدليل من قوله تعالى ( يَارَبِّ إِنَّ هَؤُلَاء قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ) ثم قال تعالى( فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ )
والله تعالى أعلى وأعلم .
بوجمعة بولحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم