الثلاثاء، 18 يناير 2011

هل انتحر البوعزيزي أم لا ؟

 

  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
اولا تحية التقدير و الفخر للبطل السيد محمد البوعزيزي لذي دك عرش الطاغية  بن علي فرعون هذا الزمان ، الذ ي كان قد ألغى حكم الله في البلاد إلغاء تامّاً،الى جميع الاخوة والاخوات الذين تفننوا في اتهام البوعزيزي بالانتحار، و تفننوا في البحث عن الادلة التي تقود البوعزيزي الى الجحيم جهنم وباس المصير، وتفننوا في البحث عن الاحاديث صحيحة وضعيفة و الفتاوي لشيخ ا بن باز والشيخ ابن
العثيمين رحمهم الله اجمعين ،لا تنسوا ان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب فأين سيذهب أعداء الإسلام اعلموا أنه مهما كان ذليلاً ضعيفاً ، أو مهاناً وضيعاً ، فإن الله ناصره على من ظلمه ، ومؤيده على من اعتدى عليه ، فالله تبارك وتعالى يرفع دعوة المظلوم إليه فوق الغمام ويقول لها ( وعزتي وجلالي ، لأنصرنك ولو بعد حين ) ،

إن محمد البوعزيزي المسلم ،الذي أقدم على حرق جسده ، احتجاجا على ما تعرض له من اعتداء بالعنف ، ومنعه من مقابلة أحد المسؤولين بالولاية لتقديم شكوى ، من أصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل  والمرحوم المسكين كان يعيل عائلة كبيرة العدد ، وله شقيق معاق ، وقد إستدان مبلغ من المال صبيحة الحادثة لشراء الخضروات بغرض التجارة ، ولكن تم حجز بضاعته من خضر وغلال من طرف أعوان التراتيب واعتدي عليه من أحدهم ، لما اعتدي عليه من طرف البوليس بن علي، رفعا يده الى الله عز وجل ودعا على نظام بن علي,و لم تمرّ إلاّ أيام قلائل حتى جاءت الصاعقة كصاعقة عاد وثمود التي دوت في البلاد والتي كانت بمثابة صفعة قوية على وجوه النظام و الطاغية بن علي تطرق ابوابهم وتنهيهم للأبد.
والمظلوم لا ترد دعوته ، ولو كان كافرا أو فاجرا ، فإن كفره أو فجوره إنما هو على نفسه ، فعن أبي هريرة رضي الله
تعالى عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ، ويقول الرب : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ). 
لقد ثبت في الحديث عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي -صلى الله عليه وسلم - بعث معاذاً إلى اليمن وقال له : ( اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ) رواه البخاري ومسلم .
محمد البوعزيزي لم يمت بعد حادثة الحرق مباشرة و لكن ظل في المستشفى 18 يوما تحت الرعاية الطبية،وما يدريكم أن البوعزيزي رحمه الله قد رفعا يده بدعاء الى الله وتاب في هذه الايام و غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر،نعم من تاب تاب الله عليه، و التائب من الذنب كمن لا ذنب له .
فرعون بن علي كان لا يريد، ان يخرج البوعزيزي بائع الفاكهة الذي اعتراضا على ارتفاع مستوى البطالة فى البلاد بطلا ،لكنه كان سبب النواة ثورة شعبية التي تسببت فى الإطاحة بحكمه.
هل انتحر البوعزيزي أم لا.
و الاجابت في قوله تعالى :
"قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود"
أنهم كانوا قوما فى زمان الفترة فلما رأوا ما وقع في الناس من الفتنة والشر وصاروا أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون اعتزلوا إلى قرية سكنوها وأقاموا على عبادة الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فكان هذا أمرهم حتى سمع بهم جبار من الجبارين وحدث حديثهم  فأرسل إليهم فأمرهم أن يعبدوا الأوثان التي اتخذوا وأنهم أبوا عليه كلهم وقالوا لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له فقال لهم إن لم تعبدوا هذه الآلهة التي عبدت فإني قاتلكم فأبوا عليه فخد أخدودا من نار وقال لهم الجبار وقفهم عليها اختاروا هذه أو الذي نحن فيه فقالوا هذه أحب إلينا وفيهم نساء وذرية ففزعت الذرية فقالوا لهم أي آباؤهم لا نار من بعد اليوم فوقعوا فيها فقبضت أرواحهم من قبل أن يمسهم حرها وخرجت النار من مكانها فأحاطت بالجبارين فأحرقهم الله بها ففي ذلك أنزل الله عز وجل "قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد".
فما الفرق بين هذا الجبار من الجبارين، و الطاغية بن علي.
أسأل الله العظيم أن يفقهنا في ديننا فإن أصبت فبتوفيق من الله و إن أخطأت فمن نفسي و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
بوجمعة بولحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم