الأحد، 27 ديسمبر 2009

المستقبل للإسلام حقيقة علمية


صورة لمصلين في وضع السجود في يصلون حول المسجد الأقصى


الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة. قال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{67}) (آل عمران/67).
وعلى لسان سيدنا يوسف قال تعالى: (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ{101}) (يوسف/101)، وتكرر ذلك على لسان نوح وهود وصالح وأيوب وجميع الأنبياء، والإسلام هو الاستسلام لله سبحانه وتعالى والانقياد إليه، وعن الإسلام قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) (المائدة/3).
فقد ختم الله سبحانه وتعالى الإسلام الذي ارتضاه لعباده دينا ولم يفارق المصطفى صلى الله عليه وسلم الدنيا حتى بلغ الدين وتركنا على المحجة البيضاء الواضحة ليلها كنهارها، وترك فينا القرآن الكريم كتاب الله المعجز ومثله من السنة النبوية المطهرة, وقيض الله سبحانه وتعالى للقرآن والسنة من يحملهما وينشرهما ويذب عنهما، فجمع الصحابة رضوان الله عليهم القرآن الكريم كما علمه لهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، ووحدوا بتوفيق من الله طبعته في نسخة واحدة كاملة ولا يوجد في الدنيا غيرها، حتى من ادعوا أن هناك قرآنا غيره لم يستطيعوا اثبات ذلك , وجمع التابعون السنة النبوية المطهرة ووفق الله علماء الحديث أن يمحصوا كل حديث، وكل راوٍ , وكل كلمة, حتى جمعت السنة النبوية المطهرة وذب الله عنها وخلصها من الوضع والوضاعين , وغدا علم السنة النبوية المطهرة وعلم الحديث النبوي من أدق العلوم في العالم بشهادة العديد من المستشرقين والعلماء المسلمين وغير المسلمين، وبعث الله لهذا الدين من يجدده ويعيده كما كان على رأس كل مائة عام، إلى أن جاء عصر التسجيل الحاسوبي والتصويري، والدين محفوظ بفضل الله ومن يدعي غير ذلك فهو يطعن في هذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده دينا ووعد بحفظ كتابه.
و الآن نعود للموضوع أن المستقبل للإسلام وليس للغلو في الدين أو التفريط فيه، المستقبل لهذا الدين للعديد من الأسباب منها:
أنه دين التوحيد الخالص لله، شعاره لا إله إلا الله، أي لا معبود بحق إلا الله , فالله سبحانه وتعالى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فلا شريك لله في عبادته وصفاته وأسمائه وحكمه وشرعه، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا عبد مهما كان صالحا تقيا نقيا، الكل عباد لله، والله وحده عالم الغيب والشهادة , وهو مقدر الأقدار، ومدبر الكون، رب كل شيء ومليكه، سبحانه الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى، الناس جميعا مشركون إلا من قال لا إله إلا الله , أي لا معبود بحق إلا الله، فمن عبد غير الله، واستغاث بغير الله، وطلب من غير الله تفريج الكروب وقضاء الحاجات فقد أشرك بالله , والله سبحانه وتعالى أغنى الشركاء عن الشرك، قال تعالى: (قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{17}) (المائدة/17)، فمن ادعى بعد ذلك أن هناك من يملك مع الله شيئا فقد أشرك وحاد عن التوحيد الخالص، وهذا دين الفطرة، ودين العقل، ودين العلم، ودين المنطق، ودين يجعل الخالق خالقا والعبد عبدا، ولكل أمام الله حدود , ولذلك كان التوحيد هو دين الفطرة والمستقبل له.
العبادات في الإسلام توقيفية: فلا عبادة إلا بنص صريح، والأصل في كل العبادات الحرمة والرفض ما لم يأت نص يحل ذلك، فالعبادات المقبولة في الإسلام ثابتة ومعروفة ومنصوص عليها بآيات قطعية الثبوت قطعية الدلالة وبأحاديث نبوية صحيحة ، وكل من أحدث عبادة فهي مردودة عليه ولا تقبل، فعن أم المؤمنين أم عبدالله عائشة – رضي الله عنها – قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري ومسلم .
وهذا يحفظ هذا الدين من الإضافات الدينية في العبادات ويجعله دائما غضا طريا كما تركه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويحفظ للدين تشريعه الإلهي بعيدا عن تشريعات الأهواء، ولذلك فهذا الدين سيظل بهذا الضابط هو الدين المقبول من كل العقلاء والعلميين، وبنظرة للعبادات التي اخترعها البشر نجدها عبادات منفرة، مصبوغة بالصبغة البشرية الممقوتة المحدودة الأفق ولذلك نراهم كل مدة يغيرون ويبدلون ويضيفون ويلغون كأن الدين لعبة في أيديهم. والأصل في الأمور الحياتية في الإسلام الحل ما لم يأت نص يحرم، وهذا دليل سعة هذا الدين وإبعاد الحلال والحرام بعيدا عن أهواء العباد، لذلك سيظل هذا الدين هو دين الفطرة: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{157}) (الأعراف/157).
الإسلام دين العقل، فقد دعا القرآن الإنسان إلى الإيمان بالله والحياة الآخرة التي فيها نتائج المسئولية، والحساب والجزاء ، وسلك في دعوته إلى الإيمان بالله طريقين ليصل بهما الإنسان إلى معرفة حقائق الوجود: أحدهما: العقل الذي خلقه الله تعالى في الإنسان , وجعله قوة نامية وبه يدرك حقائق العالم المحسوس، أما الطريق الثاني فقد جعله الله تعالى لإدراك حقائق عالم الغيب وما وراء عالم الشهادة مما لا يستطيع العقل وحده إدراكه لأنها من طبيعة مختلفة عن طبيعته , وذلك لئلا يدع الإنسان جاهلا غافلا عما وراء الكون، (أنظر المقاصد العامة للشريعة الإسلامية، يوسف حامد العالم، المعهد العالمي للفكر الإسلامي، ص227). أي أن الإسلام جعل للعقل نصيبا في إدراك وحدانية الله، وقدرته وعظمته وساق الله تعالى الإشارات الكونية في القرآن الكريم وجعلها كما قال تعال (لآيات لقوم يعقلون) (ولعلكم تشكرون) (أفلا تذكرون) وقال تعالى (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ{5} خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ{6} يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ{7}) (الطارق 5-7).
وقال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ{12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ{13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ{14}) (المؤمنون/12- 14). وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ{27}) (السجدة/27).
وهكذا جعل الإسلام للعقل مكانا متميزا في الإيمان وإثبات وجود الله، ولذلك فالمستقبل لهذا الدين حيث الرشد للعقل العلمي البشري، وتوارى العقل الخرافي، لذلك فالمستقبل لهذا الدين، دين العق
وقد جعل الإسلام للعلم والعلماء مكانة عالية، وخاصة علماء العلوم الكونية كما قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ{27} وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ{28}) (فاطر/28 - 28).
فقد جعل الله تعالى علماء الماء والنبات والجيولوجيا والإنسان والحيوان هم أشد الناس خشية لله، ولا يتصف بصفة العالم إلا من خشى الله بعلمه , فلم يهمل القرآن علماء العلوم الكونية وجعلهم هم العلماء وبذلك نبذ الإسلام الجهل، والجهالة، ورفع من شأن العلم والعلماء، وقد وردت كلمة العلم ومشتقاتها أكثر من 240 مرة في القرآن الكريم، والعصر القادم عصر العلم ونبذ الخرافة لذلك فالمستقبل لهذا الدين فهذه ركائز النهضة في الأيام القادمة التوحيد الخالص والدين الصحيح، والعقل السليم ، والعلم النافع ، علاوة على حرية التفكير المنضبطة، وحقوق الإنسان المقننة , والمساواة بين البشر, وتأسيس الحياة الدنيا على الإيمان والعمل الصالح , وهنا سيخفي العلم والدين البدع والمبتدعين، المشركين والمغالين، والمفرطين خاصة الذين يتخذون من العباد مشرعين، ومعصومين. كما قال تعالى: (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ{31}) (التوبة/31)، فلا مكان لرجال الدين المشرعين والتابعين الجاهلين , ولا مكان للمتخذين العباد زلفى إلى الله , وهنا تنقشع البدع، والدجل، والجاهلية والجهل ويظل الدين المحفوظ بفضل الله دين التوحيد الخالص وتعمير الكون بنواميس الله في الخلق , وهذا هو الإسلام الذي ارتضاه الله لنا دينا، وما عاداه لا قبول له عند الله، وإن رضي الله ترك هؤلاء في الدنيا يتخذون ما يرونه دينا إعمالا بحرية العقيدة والتعايش السلمي بين العباد، أما يوم الفصل فهو اليوم الذي يفصل الله فيه بين عباده (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ{25}) (السجدة/25).
إنه يوم الفصل الأكبر بين العباد مؤمنهم وكافرهم ومتبعهم ومبتدعهم، فعلى العبد أن يبحث عن الدين الخالص القيم ليكون كما قال الله تعالى: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ{132}) (البقرة/132).
فالمستقبل بإذن الله لهذا الدين، دين جميع الأنبياء والمرسلين، دين التوحيد الخالص الذي أكمله الله تعالى ببعثته خير المرسلين صلى الله عليه وسلم.
أ.د. نظمي خليل أبو العطا موسى
www.nazme.net

بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في الجامعات المصرية

الجمعة، 25 ديسمبر 2009

" تطبير " الشيعة يتسبب في أمراض معدية خطيرة






تشعل قضية التطبير التي يمارسها الالآف من المسلمين الشيعة سنويا خلال فترة المحرم لإحياء مقتل الإمام الحسين ابن علي ابن ابي طالب نقاشات حادة في أوساط الشيعة بسبب مايعتبره الكثير منهم انه تشويه لرسالة الحسين في معارضته للحكام الفاسدين، لكن النقاش لايتعرض عادة للمخاطر الصحية الكبيرة الناتجة عن التطبير.
في هذا النطاق أكد العديد من الأطباء المسلمين الشيعة من القطيف والعراق مطلعون على ممارسات التطبير تحدثوا ل(واسم) إن ممارسة التطبير تتسبب في إنتشار العديد من الأمراض المعدية والخطيرة التي يؤدي بعضها في الوفاة.
وقال الدكتور جمال الفضل، طبيب عراقي ويعمل في منطقة واشنطن العاصمة الأمريكية، بأن التطبير يتسبب في انتقال كافة الأمراض المعدية التي تنتقل عن طريق الدم مثل امراض التهاب الكبد الوبائي والأيدز والملاريا وغيرها من الأمراض الخطرة.
وقال الدكتور الفضل بان العدوى تنتقل خلال ممارسات التطبير عبر عدة طرق احدها من خلال السيوف والأدوات الحادة التي تستخدم في جرح الرأس، خصوصا التي يستعملها عدة مطبرين حتى لو تم تعقيمها بالمطهرات، بسبب مقاومة الكثير من الفيروسات المعدية للمطهرات والمعقمات الكحولية والتي ربما يستخدمها مطبرون لتجنب انتقال العدوى.
وهذا ما أكدته أعلى هيئة أمريكية رسمية والمتخصصة في مكافحة الأمراض المعدية وهو (مركز مكافحة الأمراض المعدية- CDC) في مدينة أطلانطا، والتي تحارب انتشار أمراض الأيدز والوباء الكبدي وانفلونزا الخنازير وغيرها من الأمراض المعدية. وعرضت (واسم) على مركز CDC صورا متعددة وأشرطة فيديو للتطبير لكي يمكن للأخصائيين في المركز تقديم رأي طبي دقيق حول المخاطر الصحية للتطبير.
ونقلت المتحدثة الإعلامية للمركز (نيكي كاي) نيابة عن أطباء وأخصائي ال CDC بأن خطر انتقال أمراض الأيدز والوباء الكبدي بأنواعه كبير جدا اذا تم استخدام الآلات الحادة للتطبير متلوثة بالدم ولم تكن معقمة تعقيما طبيا محترفا، وتم استخدمها من عدة أشخاص. وقالت كاي بان المركز يوصي بإستعمال الآلات ذات الإستخدام الواحد لشق الجلد في كل الحالات او تلك التي تلامس الدم البشري.
واضاف الفضل بان العدوى تنتقل ايضا عبر الدماء السائلة والمتطايرة والتي تمرر العدوى عبر جروح التطبير من مطبر الى آخر عبر لمس الجرح باليد، او عبر الدم المتطاير من رأس مطبر الى مطبر آخر عبر الجروح المفتوحة. كما قالت كاي من CDC بانه في حالة وجود دماء بشرية متطايرة فالواجب ان يلبس الجميع أقنعة وكمامات ونظارات وقفازات بلاستيكية لحماية أنفسهم من نقل الأمراض عبر الدم مثل الأيدز والوباء الكبدي.
فشل التعقيم في الحد من خطر العدوى
وعلق الدكتور الفضل على قيام بعض المطبرين الى تعقيم السيوف والشفرات التي تستخدم في التطبير بسوائل كحولية ومعقمة قائلا "اننا نستخدم في عيادتنا أجهزة تعقيم خاصة وغالية الثمن لتعقيم بعض الإدوات الطبية غير الحادة وتستمر عملية التعقيم فيها لمدة 5 ساعات باستخدام الحرارة العالية جدا لقتل الفيروسات والميكروبات، كما يتم فحص أجهزة التعقيم اسبوعيا لضمان عدم تلوثها."
وهذا ما أكدته كاي من CDC بان التعقيم بالحكول او المطهرات غير كافية لقتتل الجراثيم وينبغي ان يتم تعقيم الالآت الحادة والشفرات او السيوف المستخدمة في التطبير من خلال أجهزة تعقيم خاصة تسمى (autoclave) والتي تستخدم لتعقيم الآلات الجراحية في المستشفيات.
وقال الدكتور الفضل بان المستشفيات والعيادات تتخذ احتياطات كبيرة لمنع انتقال الامراض المعدية عبر الدم وسوائل الجسم وغيرها، ولهذا فإن الإجراءات الطبية المعمول بها عالميا تشدد على التخلص من كافة المشارط الطبية والحقن والأدوات الحادة والقفازات بعد استخدامها لمرة واحد فقط عبر شركات متخصصة، ولايعاد استخدامها بعد ذلك ابدا لمنع انتقال الأمراض المعدية عبر الدم وسوائل الجسم وغيرهما.
الخطر يشمل غير المطبرين
وأكد الفضل بان الدم المتطاير من رأس أحد المطبرين يمكن أن ينقل العدوى الى غير المطبرين من الحضور عبر الدماء السائلة المتطايرة من المطبرين اذا وقعت في عين او فم أحد الحاضرين. ويقوم المطبرون عادة بشج رؤوسهم وضرب الجرح بكفوفهم مما يتسبب في تطاير دمائهم لمسافة عدة أمتار لتدمي وجوههم وثيابهم وتصيب من بجوراهم من المطبرين والمشاهدين.
وهذا ما اتفقت معه كي من ال CDC بان هناك امكانية نقل العدوى عبر دماء المطبرين المتطايرة الى المتفرجين وان كانت صغيرة، اذا وصلت الدماء المتطايرة من المطبرين الى الأغشية المخاطية في العين والفم أو الجروح المفتوحة للمتفرجين. وقالت كاي بان على المتفرجين ان يقفوا على مسافة بعيدة من مواكب التطبير أو ان يلبسوا أقنعة وكمامات ونظارات لوقاية أنفسهم من خطر العدوى.
وقدر الدكتور (ش ق) من مدينة القطيف بان دائرة الخطر التي يشكلها كل مطبر بدائرة قطرها ستة أمتار يمكن ان يتطاير الدم فيها وتنقل العدوى الى غيره.
وقال الدكتور، الذي رفض استخدام إسمه بسبب الخطر الأمني من الحكومة السعودية بسبب مقابلة صحفية مع وكالة (واسم)، ان الجروح المفتوحة وتطاير الدماء خلال التطبير يمكن ان يؤدي أيضا الى تسمم الدم عبر بكتيريا مما يتسبب بأضرار جسيمة لأعضاء حيوية في الجسم مثل الدماغ والكبد والكلى والرئتين وهذا ماينتهي أحيانا الى الوفاة.
ودعا الدكتور ( ش ق) المطبرين الى اجراء فحوصات عاجلة لدمائهم والامتناع عن التبرع بالدم او مقاربة زوجاتهم إلا بعد إجراء فحص طبي شامل تفاديا لنقل العدوى الى اهلهم. كما دعا المستشفيات والإطباء لتبيين مخاطر التطبير، والى إجراء دراسات حول نوعية الأمراض التي انتقلت عبر العدوى من ممارسة التطبير في مختلف بلاد العالم.
الأمراض المعدية منتشرة في الشرق الأوسط
وتنتشر الامراض المعدية في السعودية ومنطقة الشرق الاوسط بسبب الكثير من الممارسات الشعبية مثل الحجامة والتطبير والطب الشعبي وغيرها من الممارسات القديمة والذي يقوم عليه عادة محتالون او مشعوذون لكسب المال.
وأصدرت وزارة الصحة السعودية قبل سنوات أمرا بمنع الحجامة بسبب نشرها للأمراض المعدية والقاتلة ووفاة العشرات من المواطنين. كما تمنع وزارة الصحة في السعودية وغيرها من الدول قيام اي مصاب بجرح في يده من ممارسة اعمال الطبخ في المطاعم لمنع انتشار الامراض المعدية عن طريق الدم وسوائل الجسم.
وطبقا لمنظمة الصحة الوطنية الأمريكية NIH فان الامراض المعدية التي تنتقل عن طريق الدم والجروح المفتوحة تشمل أمرض التهاب الكبد الوبائي كلها، وكافة الامراض الجنسية المعدية مثل مرض الايدز والزهري والسيلان والهربز، ومرض التهاب السحايا، ولوكيميا الدم (Human T-lymphocytotrophic Virus) و مرض جنون البقر، والملاريا وغيرها من الامراض المعدية.

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

رئيس "الأمر بالمعروف" بمكة: الاختلاط هو الأصل.. وتحريمه بدعة


أفتى الشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي -رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة- بأن الاختلاط -الذي أثار جدلا بعد تدشين جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية التي تضم طلابا وطالبات– هو الأصل، وأن القول بتحريمه هو افتئات على الشارع وابتداع في الدين.
في الوقت نفسه، أثارت قضية الاختلاط جدلا في ناس MBC، ما بين مؤيد للاختلاط، خاصة مع وجود أدلة شرعية صريحة، وما بين رافض له، بينما اعتبر فريق ثالث أن القضية الأهم ليست الاختلاط، عند مناقشة جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، ولكن أن تتحول من العربية إلى الإنجليزية.
وأوضح الغامدي -في حديث لصحيفة عكاظ السعودية– أن الاختلاط لم يُعرف عند المتقدمين من أهل العلم، لأنه لم يكن موضوع مسألة لحكم شرعي كغيره من مسائل الفقه، بل كان الاختلاط أمرا طبيعيا في حياة الأمة ومجتمعاتها.
وقال: إن "الاختلاط" هو مصطلح طارئ غير معروف بذلك المعنى عند المتقدمين في مباحث الفقه. وأوضح: لذلك كان الخلط في حكمه أكثر جناية حين قال بتحريمه قلة لم يعتبروا بالبراءة الأصلية في إباحته، ولم يتأملوا أدلة جوازه، ولم يقتفوا هدي المجتمع النبوي فيه، وهو قدوتنا في امتثال التشريع في كل شؤون الحياة المختلفة، والحق أنه لم يكن الاختلاط من منهيات التشريع مطلقاً، بل كان واقعًا في حياة الصحابة.
وأشار الشيخ الغامدي إلى أن استعمال الفقهاء لعبارة الاختلاط لا يعدو استخدامهم لمفردات المعجم العربي مثل: أخذ، وأعطى. ولذلك لو بحثت عن مصطلح الاختلاط بهذا المعنى المستحدث لم تجده عندهم، كمصطلح: «الخلوة، والنكاح، والطلاق، والرجعة»، كما عليه بقية مصطلحات أهل العلم: البيع، والربا، والسلم، وغيرها، وكالمصطلحات المعاصرة.
التناقض المذموم شرعاً وحول المانعين للاختلاط قال: في واقع بيوت كثير من المسلمين -ومنهم المانعون للاختلاط- تجدها مليئة بالخدم من النساء يقدمن الخدمة فيها، وهي مليئة بالرجال الأجانب عنهن، وفي مظهر قد يكون من أشد مظاهر الاختلاط في حياتنا اليومية. إن من يحرمون الاختلاط يعيشون فيه واقعاً، وهذا من التناقض المذموم شرعاً.
وتابع قائلا: يجب على كل مسلم منصف عاقل لزوم أحكام الشرع دون زيادة أو نقص، فلا يجعل من حماسته وغيرته مبررًا للتعقيب على أحكام الشرع، وقد أنكر النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك على سعد بن عبادة -رضي الله عنه- حين قال: «والله لأضربنه بالسيف غير مصفح»، في شأن من وجد مع امرأته رجلًا آخر، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين رأى أصحابه تعجبوا من غيرة سعد: «أتعجبون من غيرة سعد، والله إني لأغير من سعد، والله أغير منا، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن»، قال الحافظ ابن عبدالبر: «يريد والله أعلم أن الغيرة لا تبيح للغيور ما حرم عليه، وأنه يلزمه مع غيرته الانقياد لحكم الله ورسوله، وأن لا يتعدى حدوده فالله ورسوله أغير». فكيف يزايد البعض على المشرع الحكيم، وقد زعم أنه آمن بالله مسلمًا بحكمه.
وأضاف: «لقد ارتفع ضجيج المانعين، وعلت أصواتهم في قضية «الاختلاط» مع أن الحجة مع من أجازه بأدلة صريحة صحيحة، فضلًا عن استصحاب البراءة الأصلية، وليس مع المانعين دليل إلا ضعيف الإسناد، أو صحيح دلالته عليهم لا لهم».
وأشار الدكتور الغامدي إلى أهمية سياق الأدلة الصحيحة الصريحة، وسياق ما احتج به المانعون؛ ليبصر الحق كل منصف دون تعسف أو شطط. ودلل بحديث روته السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، عندما قالت: خرجت سودة لحاجتها ليلًا، بعدما ضرب عليهن الحجاب، قالت: وكانت امرأة تفرع النساء، جسيمة، فوافقها عمر فأبصرها، فناداها: يا سودة إنك والله ما تخفين علينا، إذا خرجت فانظري كيف تخرجين، أو كيف تصنعين؟ فانكفت، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه ليتعشى، فأخبرته بما قال لها عمر، وإن في يده لعرقاً، فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه، وإن العرق لفي يده، فقال: «لقد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن».
جدل " الاختلاط" بناس mbc وشهدت قضية الاختلاط التي أثارتها جامعة الملك عبد الله جدلا على ناس MBC، فقد رفضت إحدى الزائرات الانتقادات التي وجهت للجامعة لسماحها بالاختلاط، ورفعت شعار "نبغيها اختلاط" منتقدة الضجة أثارتها وسائل الإعلام حول القضية.
فيما رفض أحد الشباب في مداخلات على منتديات MBC3 الاختلاط في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وقال "البنات اللي يدرسون فيها ما يتغطون" مشيرا إلى أن الفتيات بالجامعة يقدن السيارات.
بينما ذهب بعضهم في مداخلة له على صفحة برنامج خواطر لأحمد الشقيري للقول بأن القضية ليس في الاختلاط بالجامعة، ولكنه دعا إلى أن تكون الدراسة فيها بالعربية لا الإنجليزية لتفيد الأمة كلها منها.
واعتبر زوار آخرون أن الأدلة التي أوردها الشيخ الغامدي تؤكد أن الاختلاط حلال وأنهم يؤيدون جعل الجامعات السعودية مختلطة بين البنين والبنات.
يذكر أن قناة mbc قد قامت بتغطية افتتاح العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وذلك بالتزامن مع احتفالات المملكة باليوم الوطني الـ79، في ذكرى إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية.
كانت الجامعة قد أثارت جدلا في السعودية، خاصة أنها تجيز الاختلاط بين الطلاب والطالبات لأول مرة في المملكة