الثلاثاء، 11 يناير 2011

أينما و جيد العراب وجيدا الخراب?


 

قال ابن خلدون الأمازيغي، "في تاريخه " أينما و جيد العراب وجيدا الخراب " وتطرّقا ابن خلدون إلى مسائل تثير خلافاً بين الأمازيغ والعرب، و لقد أوقفتني فصول وكلمات جاء ذكرها بين الأسطر وقلت هل هي حقيقة نعترف بها نحن إمازيغن وخاصة عندما نرجع الى تاريخنا منذُ ، بوخـوس الأول الى ما بعد الفتح الإسلامي أم أن كلام ابن خلدون عن الأمازيغ والعرب يحتاج الى دراسة وتفسير دقيق،
ومن هذا الجانب اريد ان اعرف منكم رأي لما لهذه الكلمات من أهمية وخاصة أننا الآن نمر نحن الأمازيغ و العرب بمآزق خطيرة بأرضنا   يهدد أمننا والآن أترككم مع كلام ابن خلون .
الفصل الخامس والعشرون: في ان العرب لايتغلبون إلا على البسائط......و
الفصل السادس والعشرون صفحة رقم 2144 من فهرس المحتوايات.
في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب.
والسبب في ذلك أنهم أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقاً وجبلةً، وكان عندهم ملذوذاً لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم، وعدم الانقياد للسياسه. وهذه الطبيعة منافية للعمران ومناقضة له. فغاية الأحوال العادية كلها عندهم الرحلة والتغلب وذلك مناقض للسكون الذي به العمران ومناف له. فالحجر مثلاً إنما حاجتهم إليه لنصبه أثافي للقدر، فينقلونه من المباني ويخربونها عليه، ويعدونه لذلك. والخشب أيضاً إنما حاجتهم إليه ليعمدوا به خيامهم ويتخذوا الأوتاد منه لبيوتهم فيخربون السقف عليه لذلك. فصارت طبيعة وجودهم منافية للبناء الذي هو أصل العمران. هذا في حالهم على العموم.وأيضاً فطبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس، وأن رزقهم في ظلال رماحهم، وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه، بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه. فإذا تم اقتدارهم على ذلك بالتغلب والملك بطلت السياسة في حفظ أموال الناس وخرب العمران.وأيضاً فلأنهم يتلفون على أهل الأعمال من الصنائع والحرف أعمالهم، لا يرون لها قيمةً ولا قسطاً من الأجر والثمن؛ والأعمال كما سنذكره هي أصل المكاسب وحقيقتها؛ وإذا فسدت الأعمال وصارت مجاناً، ضعفت الآمال في المكاسب، وانقبضت الأيدي عن العمل؛ وابذعر الساكن، وفسد العمران.وأيضاً فإنهم ليست لهم عناية بالأحكام وزجر الناس
عن المفاسد ودفاع بعضهم عن بعض؛ إنما همهم ما يأخذونه من أموال الناس نهباً أو غرامةً’ فإذا توصلوا إلى ذلك وحصلوا عليه أعرضوا عما بعده من تسديد أحوالهم والنظر في مصالحهم وقهر بعضهم عن أغراض المفاسد. وربما فرضوا العقوبات في الأموال حرصاً على تحصيل الفائدة والجباية والاستكثار منها كما هو شأنهم؛ وذلك ليس بمغن في دفع المفاسد وزجر المتعرض لها؛ بل يكون ذلك زائداً فيها لاستسهال الغرم في جانب حصول الغرض فتبقى الرعايا في ملكتهم كأنها فوضى دون حكم. والفوضى مهلكة للبشر مفسدة للعمران، بما ذكرناه من أن وجود الملك خاصة طبيعية للإنسان لا يستقيم وجودهم واجتماعهم إلا بها؛ وتقدم ذلك أول الفصل.وأيضاً فهم متنافسون في الرئاسة، وقل أن يسلم أحد منهم الأمر لغيره ولو كان أباه أو أخاه أو كبير عشيرته، إلا في الأقل وعلى كره من أجل الحياء؛ فيتعدد الحكام منهم والأمراء، وتختلف الأيدي على الرعية في الجباية والأحكام، فيفسد العمران وينتقض. قال الأعرابي الوافد على عبد الملك لما سأله عن الحجاج وأراد الثناء عليه عنده بحسن السياسة والعمران، فقال: "تركته يظلم وحده ". وانظر إلى ما ملكوه وتغلبوا عليه من الأوطان من لدن الخليقة كيف تقوض عمرانه، وأقفر ساكنه، وبدلت الأرض فيه غير الأرض: فاليمن قرارهم خراب إلا قليلاً من الأمصار؛ وعراق العرب كذلك قد خرب عمرانه الذي كان للفرس أجمع؛ والشام لهذا العهد كذلك؛ وأفريقية والمغرب لما جاز إليها بنو هلال وبنو سليم منذ أول المائة الخامسة وتمرسوا بها لثلاثمائة وخمسين من السنين قد لحق بها وعادت بسائطه خراباً كفها، بعد أن كان ما بين السودان والبحر الرومي كله عمراناً، تشهد بذلك آثار العمران فيه من المعالم وتماثيل البناء وشواهد القرى والمدر. والله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
و ذكر ابن خلدون كذلك في الفصل 27 أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة.والسبب في ذللك أنهم لخلق التوحش الذي فيهم اصعب الأمم انقياداً بعضهم لبعض للغلظة والأنفة وبعد الهمة والمنافسة في الرئاسة،فقلما تجتمع أهواؤهم،فإذا كان الدين بالنبوة او الولاية كان الوازع لهم من أنفسهم وذهب خلق الكبر والمنافست منهم ،فسهل انقيادهم واجتماعهم وذللك بما يشملهم من الدين والمذهب ، الى ان قال رحمه الله ، وهم مع ذلك أسرع الناس قبولا للحق والهدى ،يعني العرب.
هل صداق إبن خلدون حيث قال " أينما و جيد العراب وجيدا الخراب "
هل ما يحدث اليوم فى الدول العربية من خراب "و انتفاضة الجوع "و منذ الاستقلال حتى الان هو من فعل الحكام العرب العقلاء ؟
بل الكثير منهم من باع شعب بأكمله فكلنا نعلم من هم "وشروه بثمن بخس"، فكان - وما زال - ينطبق عليهم قول القائل: قَتْلُ رجلٍ أبيض فى غابةٍ شىء لا يُغتَفر, وقتل شعب بأكمله أمرٌ فيه نظر!
هل ما نراهو اليوم من" انتفاضة الجوع" في دول العربية يجعلنا نصدق ما ذهب إليه ابن خلدون،وفي السياق نفسه نناقش هذا الموضوع على سبيل الإيجاز والاختصار، ومن أراد التفصيل فعليه بمراجعـة الكتب المفصلـة المدونة بهذا الشأنْ.
تاريخ ابن خلدون الأمازيغي التونسي والإمام والمؤرخ عالم الأجتماع.
بوجمعة بولحية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم