السبت، 22 يناير 2011

إصلاح بين الراعي والرعية .


 

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
وبعد:
ايها الحكام المسلمين او الذين تدعون الاسلام والعروبة، اصلحو مافي بيوتكم قبل ان تصلحومع رعاياكم  واتقوا الله في رعاياكم (( ونحن رعاياكم فكل مسؤلون عن رعيته )) فأنتم مسؤلون أمام الله تعالى عمن استرعاكم استيقظوا من سباتكم  واصلحوا في أرضكم  أيها  الحكام  وافهموا ما تقولون وتسمعون قبل أن تقولوه أو تسمعوه.
ايها الحكام فإن لم يحزن قلبكم ولم تدمع عينكم فراجعو انفسكم مرة اخرى.
وعار عليكم ما فعلتموه وتفعلوه في شعوبكم الكريم فراجعو أنفسكم وقدمو ما يحفظ بقايا ماء الوجه مع كل شعب إعديلوا بين ابناء وطنكم لتنعموا بالخير والسلام  إعديلوا بين شعوبكم لأنهم أهل لذلك وإنصافا لهم بعد ما قدمه من أجل الوطن ومن أجلكم ومن أجل مستقبل الأجيال القادمة. قال تعالى (ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعديلوا اعديلوا هو أقرب لتقوى) ارى ان الانصاف في حق هذا الشعب امر إنساني قبل كل شيئ
راجعو انفسكم فالخلل في اعماقكم وليس في شعب و من أصلح ما بينه و بين الله أصلح الله ما بينه و بين الناس و من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه .
ان المال أفنى قارون و افنى من تمنوا كي يكونوا مثل قارون ومن بين هذا و ذاك القناعة هي كنز لا يفنى.
يقول الامام الشافعي: لا دار للمرء بعد الموت يسكنه الا اللتي كان قبل الموت يبنيه فان بناها بخير طاب مسكنه وان بناها بشر خاب بانيها . ولكم المثل في الرئيس التونسي زين العابدين بن علي،الذي نجا أخيراً من بطش شعبه ،نزل إلى الأرض بعد أكثر من عشر ساعات أمضها طائراً في الجوي بحثا عمن يؤويه بعدما رفض كل أصدقائه الغربيين استقباله، رغم أنه استنفدا حياته وحكمه كلها في طاعتهم وتنفيذ أوامرهم ورغم كل هذا  لم يشفع له عندكم ولاعند غيركم .
يقول الشاعر:
ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لايظلم الناس يظلم.
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من كانت همه الآخرة ، جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا راغمة ومن كانت همه الدنيا ، فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له.
وهو يتوا فق في هذا - شاعر الألماني الكبير جوته الذي قال .
إذهب أطع إشارتي،
إستفد من أيام شبابك،
تعلم أن تكون زكيا في الوقت المناسب
في ميزان الحظ والحياة الكبير
نادرا ما يستقيم اللسان وتعتدل الكفتان:
يجب عليك أن ترتفع او تهبط
يجب أن تهيمن وتربح
أو تخضع وتخسر،
أن تعاني وتتعذب اوان تنتصر أن تكون المطرقة أوان تكون السندان.
ايها الحكام المسلمين الماذا لم تأخذو العبره من سيدنا عمر رضي الله عنه الذي أرهب الملوك والحكام وتحت قدميه جاءت مفاتيح أعظم الإمبراطوريات ، إمبراطورية فارس ، وإمبراطورية الروم ،فيا ايها الحكام تـشـبهـوا به إن لــم تـكـونــوا مـثـلـه.
ايها الحكام إذا لم يكن اي دور لكم او لا تريدون ان يكون لكم اي دور في خدمة شعبكم فأرحلو لأنكم مسؤولون عنه في كل وطن يوجد فيه أحدهم ، فلا تهملوهم ولا تغلقوا الأبواب دونهم، بل قابلوهم بالرحب القلب ، لأن هؤلاء هم أبناؤكم، وإخوانكم ورجال المستقبل.
ايها الحكام المسلمين اصلحو انفسكم قبل ان تصلحو الاخرين وطهروها قبل ان تطهرو الاخرين و طهرو قلبكم من هذه الأفعال القبيحة، وتصرفاتكم الغير اللائقة والمشينة مع شعبكم المناضل ،
قال صلى الله عليه وسلم :{ ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد } .
من راقب الموت لم تكثر أمانيه ولم يكن طالبا ما ليس يعنيه.
إصلاح بين الراعي والرعية ، تعني أن على الراعي والرعية أن يطوي الأمس بالمصالحة الحقيقية، بين جميع مكوناته، شريطة أن يكون هناك دستور يحول دون تكرار الماضي، وأن تكون هناك ذاكرة جمعية من خلال التعليم، والقوانين، والإعلام ،لضمان عدم تسلل عبث الماضي إلى اليوم، والضامن الرئيسي لكل ذلك هو بناء البيلاد وأهم مكوناته هو المواطن فقط ، دون وصف عربي ، أو مسيحي،او أمازيغي ف للجميع حق الاعتزاز بطائفتهم، وأصوله، ولكن ليس على حساب الأخر، فالوطن فوق الجميع، وهذا أمر يتطلب مصالحة حقيقية، بين الراعي والرعية ونبذ العنصرية يكون بالكلام عنها بكل صراحة وانها ليس لها اساس وأنها من عمل الشيطان واجتثاثها من قلوبنا نهائيا فنحن قبل كل شىء مسلمين. فلأمازيغ ينضرون الى كلمة المغرب العربي انها عنصرية حسنن الماذا لا نبدلها بكلمة المغرب الأسلامي أو المغرب الكبير ونعطي لكل ذي حق حقه فلا راحة الا في الحقيقة و اقباط مصرينضرون
الى جمهورية مصر العربية انها كلمة عنصرية والقضية الفلسطينية أو النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قضية عربية وليست إسلامية فلماذا لانبدل نظرة العنصرية إلى نظرة دينية واعية متفتحة .
بوجمعة بولحية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم