الثلاثاء، 19 يناير 2010

حركة طالبان نقلت المعركة الى قلب كابول


نجحت حركة طالبان التي شن مقاتلوها هجمات منسقة الاثنين في كابول، في تحويل وسط العاصمة الافغانية الى ميدان معركة على مدى حوالى اربع ساعات تخللتها تفجيرات واطلاق نار كثيف بالاسلحة الاوتوماتيكية والرشاشات الثقيلة وخلفت سيارات متفحمة ومبان مشتعلة.
ومع احتدام المعارك خلا وسط المدينة من السكان ولا سيما في محيط ساحة باشتونستان التي طوقتها الشرطة.
وبقي الناس قابعين في منازلهم والتجار مختبئين في المحلات المحيطة بالشوارع المؤدية الى القصر الرئاسي وعدد من الوزارات وقد اعلن متحدث باسم حركة طالبان ان عشرين من انتحاريي الحركة هاجمو هذه المقرات.
وروى احد اصحاب المحلات بهرام سرواري لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي انه فور وقوع الانفجار الاول هجر المارة هذا الحي التجاري الذي يشهد عادة حركة محمومة. وقال "رأيت الدخان يتصاعد من مبنى قريب من البنك المركزي ومن القصر الرئاسي".
وتردد دوي الانفجارات بينها انفجاران شديدا القوة واصوات الطلقات النارية بالاسلحة الرشاشة طوال قبل الظهر في وسط العاصمة وانتشرت رائحة البارود على مسافة اكثر من كيلومتر من ساحة باشتونستان حيث القصر الرئاسي ووزارات العدل والمالية والمناجم ومركز قاري سامي التجاري.
وتوالى دوي صفارات الانذار بدون توقف فيما هرعت سيارات الاسعاف والاطفاء الى الوسط التجاري حيث اندلعت النيران.
وكان احد سائقي وكالة فرانس برس اكتر محمد على مسافة خمسين مترا من مفرق على مقربة من وزارة الخارجية حين انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري. وروى السائق "رأيت جنودا وشرطيين يركضون في كل الاتجاهات وبدا لي انهم يحاولون وقف سيارة". وتابع "رأيت بعدها وميض نور قوي امامي تلاه انفجار وتصاعد دخان". وقال ضابط في الشرطة لفرانس برس ان الانتحاري كان يقود سيارة اسعاف.
وعرضت محطة تلفزيون افغانية مشاهد تظهر فيها سيارة متفحمة فيها بقايا جسد.
وعلى مسافة كيلومتر انتشرت قوات الامن خلف سياراتها المدرعة للاحتماء من الطلقات النارية امام مركز قاري سامي، احد اكبر المراكز التجارية في العاصمة، الذي اشتعلت فيه النيران. وقال صحافي في وكالة فرانس برس ان الشرطيين انتشلوا جثة تاجر متفحمة.
وقامت القوات الدولية بمساندة قوات الجيش والشرطة الافغانية وحلقت عدة مروحيات لقوات ايساف التابعة للحلف الاطلسي فوق مناطق المعارك، وبينها مروحيات بلاكهوك اميركية. واعلنت وزارة الدفاع مقتل اربعة انتحاريين، اثنان لدى تفجير قنبلتيهما والاخران برصاص قوات الامن.
وبعد اربع ساعات من المعارك اعلن الرئيس حميد كرزاي "عودة" الامن الى العاصمة بينما افاد مراسل فرانس برس انه لا يزال يسمع انفجارات واطلاق نار متقطع. واعلنت السلطات ظهرا عن حصيلة تصل الى خمسة قتلى بينهم طفل وشرطي وجندي افغاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم