الثلاثاء، 19 يناير 2010

غـزة المنكوبة تُغيث هاييتي!!



إذا أدخلنا تعديلا بسيطا على المقولة الشهيرة لتصير "فاقد الشيء يعطيه" فسنجد أنها تنطبق تماما على ما يقوم به أهالي قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ يونيو 2007، فالبرغم من افتقادهم أبسط مقومات الحياة ومعاناتهم من الحصار، فقد مدوا يد العون لمنكوبي الزلزال المدمر الذي ضرب جزيرة هاييتي في البحر الكاريبي فجر الثلاثاء الماضي.
فمن أمام مقر الصليب الأحمـر في غزة، أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار اليوم الإثنين 18 -1 -2010، وبالتعاون مع جمعية "واعد للأسرى والمحررين"، عن إطلاق حملة لجمع التبرعات لمساعدة منكوبي هاييتي، لتكون تلك بمثابة برقية تضامن تحمل معنى مهما، وهو "أن أكثر من يشعر بالألم والجوع والحرمان هم الفلسطينيون".
وقال رئيس اللجنة جمال الخضري: إن "الفلسطينيين يدركون حجم المأساة التي حلت بشعب هاييتي، هذه المبادرة من قبل اللجنة الشعبية وجمعية واعد للأسرى والمحررين بجمع التبرعات تأتي للتعبير عن مشاعر التضامن الإنساني من قبل سكان غزة الذين تعرضوا للموت والدمار، وشردوا من بيوتهم، وسكنوا الخيام، وفقدوا الأعزاء، وأثخنتهم الجراح".
وسلم الخضري مسئولي الصليب الأحمر في القطاع المحاصر منذ يونيو 2007 تبرعات نقدية ومساعدات لمنكوبي الزلزال، قائلا: "من غزة المحاصرة نطلق حملة مساعدة هاييتي، ومن مقر الصليب الأحمر، المعني بمساعدة المنكوبين وبمشاركة أهالي الأسرى (الفلسطينيين) الذين يعانون حصارا فوق الحصار".
رحلة رمزية
رئيس الجنة الشعبية لمواجهة الحصار رأى أن تقديم هذه المساعدات القليلة من أدوية، والتي قد تكون مفقودة في مستشفيات غزة وألعاب الأطفال المحرومين والحقائب المدرسية، تدلل على كرم وإنسانية الشعب الفلسطيني.
وأضاف الخضيري: "شعبنا لا يحب أن يرى الموت والعذاب؛ لأنه عاش مرارة الحصار والحرب، وقدم الكثير من أبنائه، وعانى على مدار عشرات السنين مما اقترفه الاحتلال من جرائم بحقه".
وبين أن اللجنة الشعبية مستعدة لتسيير رحلة رمزية لمساعدة منكوبي هاييتي تضم مهندسين وأطباء وممرضين؛ "لأن الشعب الفلسطيني يملك حب الناس والسلام والأمن الذي فقده؛ بسبب الاحتلال رغم قلة الإمكانيات التي يملكها".
وماذا عن غزة؟
العديد من أهالي الأسرى المشاركين في الحملة تمنوا من جانبهم أن يتضامن العالم مع كل المنكوبين والموجوعين في كل مكان، معبرين عن أملهم بأن يقابل العالم خطوتهم التضامنية مع منكوبي هاييتي بخطوة مماثلة تنهي الحصار الإسرائيلي المفروض على نحو مليون ونصف مليون فلسطيني في غزة.
وبحسب حصيلة نهائية فقد تسبب الزلزال الذي ضرب هاييتي بقوة سبع درجات على مقياس ريختر في مقتل نحو 200 ألف شخص، وإصابة حوالي ربع مليون بجروح، وتشريد نحو 1.5 مليون شخص.
وتزخر الصحف الإسرائيلية بمقالات تنتقد إسراع إسرائيل بإرسال فريق إنقاذ ومساعدة طبية إلى هاييتي في الجزء الغربي من الكرة الأرضية في الوقت الذي يكابد فيه سكان قطاع غزة ظروفا مأساوية جراء الحصار الإسرائيلي، ما دفع أحد الكتاب إلى توجيه سؤال استنكاري لسلطات بلاده: "وماذا عن غزة؟".
اسلام اون لاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم