الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

حكم الحيوان المذبوح بالصعق الكهربائي.

 

صغير سعيد

  احتفلت الجالية المغربية بألمانيا ككل المسلمين في العالم بعيد الأضحى المبارك. ويسرني أن أطلعكم على جانب من هذا الاحتفال، وهو ذبح الأضحية في مقرات مخصصة لذلك. ثمن الأضحية 3,5 أيرو للكيلوغرام. حيث يتم وزن البهيمة حية. البيطري الذي يفحص اللحم بعد الذبح يتقاضى 16 أيرو اضافة الى ثمن السلخ 10 أيرو يتقاضاها الجزار الذي يسلخ الخروف. القانون الألماني يوجب تخذير الأضحية قبل ذبحها وذلك بصعقة كهربائية تجعل الخروف يستسلم للذبح وتخفف الألم. ويعاقب القانون من يخالف، الشيء الذي جعل الفلاحين لا يسمحون بالذبح دون تخذير. ’’من أراد الذبح بلا تخذير يجب عليه أن يذهب الى البلدان التي لا تمنع ذلك.’’ هذا كان جواب البيطري الذي سألته هل نقص الطلب بعد هذا الاجراء؟   بعد الذبح تسلخ الأضحية ثم يقوم البيطري بفحصها وتزكيتها بأربع طوابع كإشارة أن  الأضحية سليمة وأن مصدرها مكان مرخص، له تفاديا لصعوبات قد تحصل اذا صادف الشخص مراقبة في الطريق الى منزله. العديد من التوجهات الإسلامية تجيز هذه الطريقة في الذبح ولا ترى فيه حرجا. وقد صدرت فتاوي تجيز تخذير البهيمة بالصعقة الكهربائية. كما أن هناك العديد من الفرق المتشددة تحرم هذه الطريقة وتحث المسلمين البسطاء عن عدم اقتناء الأضحية التي يتم تخذيرها قبل الذبح، محدثين بذلك فجوة بين الجالية والبلد الذي يمنحهم كل الحقوق بما في ذلك حق التدين. هذا يجعلني شخصيا أتسائل عن تواجد هؤلاء المتشددين الأصوليين في بلد ديموقراطي؟؟   كما أوجه سؤالا للمعارضين لهذه الطريقة:لمذا يأكلون لحم الحيوان الذي يتم قنصه بالرصاص؟؟  وفي الأخير اسأل المعارضين: لمذا يقبلون التخذير عند زيارة طبيب الأسنان و عندما تجرى لهم العمليات الجراحية. أخيراأكاد أجزم أنه، لو كانت هذه الطريقة متاحة في عهد حبيبنا محمد صلوات الله عليه وأزكى السلام، لكان أول من يبيحها رحمة بالحيوان. أقول كلامي هذا بناء على حثه ،صلوات الله عليه، على الرفق بالحيوان حصوصا عند الذبح وطريقة سياقة الذبيحة وعدم ذبح بهيمة أمام أخرى.

zaiocity.net

حكم الحيوان المذبوح بالصعق الكهربائي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه، أما بعد:
"تعقيبا علي المقال المنشور للكاتب صغير سعيد بعنوان " مراسيم الذبح في ألمانيا"، نود ان نبين جمله من الايضاحات لكثير من الادعاءات التي اوردها صاحب المقال،عملاً بمبدا حق الرد:
أن ما جاء في المقال أن القانون الألماني يوجب تخذير الأضحية قبل ذبحها وذلك بصعقة كهربائية،صحيح،لكن هذا لايعني أننا مجبَرون على اتّباعها. 
بل هنك الكثيرون من المسلمين الذين بذلوا جهودا وحصلوا على   إجازة الذبح الشرعية إلى جانب ذبح الأضاحى.
وإنّ قطعيّة القوانين لا تعني محدوديّة قدرة الله وإرادته أبداً.
كماجاء في المقال كذلك أن العديد من التوجهات الإسلامية تجيز هذه الطريقة في الذبح ولا ترى فيه حرجا. وقد صدرت فتاوي تجيز تخذير البهيمة بالصعقة الكهربائية؟.
هذه الفتوى لشيخ يوسف القرضاوي لا تعنينا كثيرا، كونها تتعارض مع فتوى المجلس الفقهي للرابطة الإسلامية بألمانيا- وهو الذي اصدر فتوى تحرم تخذير البهيمة بالصعقة الكهربائية قبل الذبحها الأنها تعتبر من الموقوذة أو المنخنقة حسب الواقع. 
أما الكتاب والسنة قد دلا على حل ذبيحة أهل الكتاب، وعلى تحريم ذبائح غيرهم من الكفار، قال تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ[1]، فهذه الآية نص صريح في حل طعام أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى، وطعامهم ذبائحهم، وهي دالة بمفهومها على تحريم ذبائح غيرهم من الكفار، ويستثنى من ذلك عند أهل العلم ما علم أنه أهل به لغير الله؛ لأن ما أهل به لغير الله منصوص على تحريمه مطلقاً؛ لقوله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ[2] الآية، وأما ما ذبح على غير الوجه الشرعي كالحيوان الذي علمنا أنه مات بالصعق أو بالخنق ونحوهما فهو يعتبر من الموقوذة أو المنخنقة حسب الواقع، سواء كان ذلك من عمل أهل الكتاب أو عمل المسلمين وما لم تعلم كيفية ذبحه، فالأصل حله إذا كان من ذبائح المسلمين أو أهل الكتاب، وما صعق أو ضرب وأدرك حياً وذكي على الكيفية الشرعية فهو حلال، قال الله تعالى: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ[3]، فدلت الآية على تحريم الموقوذة والمنخنقة، وفي حكمهما المصعوقة إذا ماتت قبل إدراك ذبحها، وهكذا التي تضرب في رأسها أو غيره فتموت قبل إدراك ذبحها يحرم أكلها؛ للآية الكريمة المذكورة. 
أما كون اليهود أو النصارى يستجيزون المقتولة بالخنق أو الصعق فليس ذلك مما يجيز لنا أكلهما كما لو استجازه بعض المسلمين، وإنما الاعتبار بما أحله الشرع المطهر أو حرمه، وكون الآية الكريمة قد أجملت حل طعامهم لا يجوز أن يؤخذ من ذلك حل ما نصت الآية على تحريمه من المنخنقة والموقوذة ونحوهما، بل يجب حمل المجمل على المبين، كما هي القاعدة الشرعية المقررة في الأصول.

أما حديث عائشة الذي أشار إليه الشيخ يوسف القرضاوي فهو في أناس مسلمين حدثاء عهد بالإسلام وليسوا كفارا، فلا يجوز أن يحتج به على حل ذبائح الكفار التي دل الشرع على تحريمها، وهذا نصه عن عائشة رضي الله عنها أن قوماً قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: (إن قوماً يأتوننا باللحم لا ندري أَذَكَروا اسم الله عليه أم لا؟ فقال: ((سموا عليه أنتم وكلوه))، هؤلاء كانوا حديثي عهد بالكفر)[4] رواه البخاري. 

ولواجب النصح والبيان والتعاون على البر والتقوى. 
وأسأل الله أن يوفقنا وصاحب المقال وسائر المسلمين لإصابة الحق في القول والعمل، إنه خير مسئول، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.
بوجمعة بولحية/ المانيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم