الثلاثاء، 30 أبريل 2013

أنت كافر،وهو كافر،و انتى كافرة،وهي كافرة،وهم كفار،و أنتم الكفار.

أنت كافر،وهو كافر،و انتى كافرة،وهي كافرة،وهم كفار،و أنتم

 الكفار.

بقلم بوجمعة بولحية.
  بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله نحمده ونستعن به ونستغفره ونعذو بلله من شروري انفوسنا ومن سيأتي اعملينا انه من يهدي الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجدله وليا مرشدا أشهد أن لا اله الا الله وأشهد ان محمد رسول الله.
أما بعد:
لقد كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن التكفير ما بين مغالٍ فيه ومفرط، والحديث عن هذا الموضوع من أخطر الأحاديث وأصعبها، ولهذا فيجب الحذر ومراقبة الله عز وجل،حيث بدأ بعض المنتسبين إلى الإسلام يكفرون الناس بغير علم، وكان للمسلمين حصة الاسد من هذا التكفير، ويساندهم في ذلك بعض العلماء والشيوخ والأئمة يعتقدون أنهم وحدهم أهل الحق يكفّرون كلّ من خالفهم لمجرد المخالفة هو إتّهام قديم كما رأيتَ ، وبعض المسلمين في هذا العصر لا يتفقوا على شيء غير الاستبداد في الرأى، والتعالي على بعضهم البعض يعدوا رقم واحد، وهذا ليس من صفات الإسلام مع الأسف الشديد، بل ليس من الإسلام في شيء! لماذا ؟ لأن الله أمرنا أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ولا نخرجه عن الإسلام بعمل، وقال سبحانه :" وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن".
و قال صلى الله عليه وسلم مبينا حرمة المؤمن محذرا من ظلمه وأذاه:
( يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله) .
فحرمته أعظم من كل شيء، حتى الكعبة، عن ابن عمر رضي الله عنه أنه نظر يوما إلى البيت أو الكعبة فقال: " ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند الله منك".
وهؤلاء يعتقدون الارض والسماء ملك لهم ولا احد يحق له بالوجود الا هم وحدهم،لكل دينه من شاء فليأمن ومن شاء فل يكفر،لا يمكن منطقيا أن تكفر الناس واجبارهم على البيعه للأسلام ،كما ان دولة الاسلاميه لايمكن أن تجبرالناس على البيعه و تكفر من لم يبايعها، قال تعالى: "قل يأيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا".
 وقال تعالى :"وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا".
 إن الله سبحانه وتعالى كان يعلم أن هناك غير المسلمين يدخلون النار،وما امرنا ان نكرههم أو نكفرهم بل خاطب الله تعالى اليهود والنصارى وقال:"قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون".
وقال تعالى:"اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى"
أيها الأخوة الكرام نقف عند كلمات هذه الآية كلمةً كلمة فالله سبحانه وتعالى لم يخاطب هؤلاء بالكفار،بل قال الله لموسى عليه سلم: "اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى".  
وأما من حيث النص النبوي فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الإسلام يعلو ولا يعلى عليه).
وعلى الأ نسان غير المسلم أن يركب صهوة الباطل و يفعل ما يحلو له و لا ينسى أن الله تعالى قال للمسلمين :" وأنتم الأعلون"،نعم هذا العلو وإن كان قدرا وأمرا إلهيا، إلا أنه لن يتحقق في الواقع إلا بالصبر والتضحيات والعمل الجاد والكف عن اللهو والفساد ومعرفة ما الذي يجب على المؤمنين القيام به قال تعالى: "ألر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد".
وقال تعالى" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
فما بال هؤلاء يهددون بالقتل كل من سب الذات الالهية وسب رسول الله صلى الله عليه وسلم و كل من سب الصحابة أو صحابي معين فهو ملعون أو كافر.
 كما حدث مع شكري بلعيد في تونس،ومذيع قناة العربية الذي يستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم وكما حدث مؤخرا في المغرب مع قصة المناضل الامازيغي أحمد الدغرني،ومع المفكر و المناضل الامازيغي السيد احمد عصيد.
أليس هذا مخالفٌ لهدي الإسلام ومخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
لقد سبوا وشتموا الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بين ظهران المشركين بمكة والمدينة فنال ما نال من أذاهم اتهموه بالساحر والكاهن كذلك ادعوا انه مجنون وشاعر والافتراء وأضرا بالناس و يقول تعالى :" إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون" فبمذا كان رده صلى الله عليه وسلم؟ هل طردهم من المدينه هل استبعدوهم من مكه أو هددهم بالقتل،لا لم يحصل هذا ولا ذاك،.بل لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوره جار يهودي وكان اليهودي يحاول ان يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم فماذا يفعل؟؟ في الليل والناس جميعا نيام كان ياخذ الشوك والقاذورات ويرمي بها عند بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) ولما يستيقظ رسولنا الكريم فيجد هذه القاذورات كان يضحك (صلى الله عليه وسلم) ويعرف ان الفاعل جاره اليهودي فكان نبينا الكريم(صلى الله عليه وسلم) يزيح القاذورات عن منزله ولم يمل اليهودي عن عادته حتى جاءته حمى  خبيثة فظل ملازما الفراش يعتصر ألما من الحمى حتى كادت توشك بخلاصه وبينما كان اليهودي بداره سمع صوت الرسول (صلى الله عليه وسلم)يضرب الباب يستأذن في الدخول فأذن له اليهودي فدخل صلوات الله عليه وسلم ,على جاره اليهودي وتمنى له الشفاء  فسأل اليهودي الرسول(صلى الله عليه وسلم) وماأدراك يامحمد اني مريض؟؟
فضحك الرسول (صلى الله عليه وسلم)وقال له:( عادتك التي انقطعت) يقصد نبينا الكريم القاذروت التي يرميها اليهودي امام بابه فبكى اليهودي بكاء حارا من طيب أخلاق الرسول الكريم(صلى الله عليه وسلم).
فنطق الشهادتين ودخل في دين الاسلام والله أكبر على طيبة القلب وحسن الخلق.     
إن أخلاق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آية من آيات الله وعجيبة من عجائب الكون فهو نبي الرحمة والنعمة المهداة إلى الأمة وهو صاحب الخلق الفاضل الرفيع وقد شهد الله تعالى له بقوله:"وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ" فحري بنا أن نتعرف على أخلاقه صلى الله عليه وسلم لنقتدي بها في جميع شئون حياتنا.
تصور معي أنه صلى الله عليه وسلم مشى من مكة إلى الطائف على قدميه أكثر من سبعين كيلو لا توجد سيارة ولا دابة بل مشى على قدميه المتعبتين الداميتين وتحت حرارة شمسٍ محرقة يعلمها كل من سافر إلى مكة للحج والعمرة شمس انعكست أشعتها على الرمال فكادت الأشعة المنعكسة أن تحرق الأبصارطريق غير ممهدة لم يركب حماراً ولا بغلاً ولا جواداً ولا ناقة ومع ذلك لما وصل إلى الطائف سلط الأشرافُ السفهاءَ والصبيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا به ما لا يتصور البتة أن يفعله إنسان صاحب مروءة بإنسان غريب رموه بالحجارة سبوه شتموه وعاد النبي صلى الله عليه وسلم حزيناً كئيباً قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فلما لم يجبني إلى ما أردت أي: ابن عبد ياليل بن عبد كلال وهو شريف الطائف عدت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب) وقرن الثعالب مكان يبعد عن الطائف حوالي خمسة كيلو.  
أريد منك أخي المسلم / أختي المسلمة أن تتصوروا كيف كان الهم الذي يحطم فؤاده ومن الألم الذي يفتت كبده لا يعرف أين هو عاد وهو مهموم على وجهه دعوة مطاردة أصحابٌ مشردون في الحبشة وصاحب الدعوة صلى الله عليه وسلم يُضرب ويُسب ويُشتم ويُرمى بالحجارة.
أريد منك أخي المسلم / أختي المسلمة أن تتصوروا الحالة النفسية التي كان يعيشها النبي عليه الصلاة والسلام في هذه اللحظات يقول: (فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فإذ بسحابة قد أظلتني) هذه هي التي شدت انتباهه وهي التي أخرجته من الهموم والآلام والأحزان (فنظرت فرأيت جبريل عليه السلام فنادى جبريل على النبي الجليل صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله!
إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا به عليك وإن الله تعالى قد أرسل إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت بالله عليك أخي المسلم / أختي المسلمة افترض أي بشر في هذا الموقف دماؤه تنزف مطرود مهان سبوه شتموه تصوروا كيف يكون الرد! وإذ بملك الجبال ينادي عليّ السلام عليك يا رسول الله! لقد أرسلني الله عز وجل إليك لتأمرني بما شئت فيهم لو أمرتني أن أطبق عليهم الأخشبين لفعلت) .
ما هما الأخشبان؟ الأخشبان جبلان عظيمان يقال للأول أبو قبيس ويقال للجبل للثاني الأحمر ووالله الذي لا إله غيره لو كان الحبيب صلى الله عليه وسلم ممن ينتقمون لأنفسهم وذواتهم وأشخاصهم  ولو كان الحبيب ممن خرج لذاته أو لمجد شخصي أو لانتفاع دنيوي حقيرٍ زائل لأمر النبي ملك الجبال أن يحطم هذه الرءوس الصلدة والجماجم العنيدة ولسالت دماء من الطائف ليراها أهل مكة بمكة لكن اسمع ماذا قال صاحب الخلق الرفيع؟ اسمع ماذا قال الرحمة المهداة لملك الجبال؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم (بل أرجو الله عز وجل أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئاً) لم يبعث لعاناً ولا فحاشاً وإنما كما قال هو عن نفسه صلى الله عليه وسلم ( إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة مهداة) وكما قال ربه جل جلاله:"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"وكما قال ابن عباس رضي الله عنه هو رحمة للفاجر والبار فمن آمن به فقد تمت له النعمة ومن كفر به أمن من العذاب في الدنيا قال تعالى:"وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ".
وإلى كل أولئك الذين يكفرون الناس بالجملة،أقول لعل الله يتوب عليهم ويسبق عليهم الكتاب ويدخلون الجنة،ويسبق عليكم الكتاب بعمل أهل النار فتدخلها.
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنـه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الصادق المصدوق ( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وٍأجله وعمله وشقي أم سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ).    
واللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم