الاثنين، 2 يناير 2012

حماية كرامة الإنسانية كإنسان وإلزاميته؟


  بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.أما بعد
 قال تعالى : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ).
وقال تعالى كذلك (إن الحكم إلا لله ) و قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
يأتي ‏زمان علي أمتي ‏يحبون خمس وينسون خمس ...
يحبون الدنيا وينسون الآخرة
يحبون المال وينسون ‏الحساب
يحبون المخلوق وينسون الخالق

يحبون القصور وينسون القبور

يحبون المعصية ‏وينسون التوبة
فإن كان الأمر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء وموت الفجأة وجور الحكام.
نعم التصور الديني للحكم يجب أن يكون سليما،وإلا جر الخسار على الدين نفسه، وربما حمل الناس على نبذه والبعد عنه، لأن الأمور الدينية يجب أن تكون خالصة لله.
لكن أن يكون الحكم مخالف للواقع  فلا لأنه ولسبب هيِّن يخالف الواقع الذي يعنينا هو الحكم الشرعي، والمراد به "علم ما أنزل الله على رسوله من البيانات والهدى"، فالحكم الذي فيه الثناء والمدح لصاحبه ما أنزله الله.
وإن قيام الناس بالقسط غاية مشتركة لجميع المرسلين،ولم يقع أن أحد الأنبياء أرخص العدالة،أو هانت لديه مضالم العباد،فقد قرر الكتاب الكريم هذه الحقيقة في قوله تعالى:"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)"وعندما تتظالم الأفراد والجماعات يرفع الله يده عنها، ويتركها لعوادى الدهر تفعل بها ما تشاء، وفى الحديث الشريف: "لا تقدس أمة لا يقضى فيها بالحق، ولا يأخذ الضعيف فيها حقه من القوى غير متعتع".
وقد أنكرنا هذا على الثوار الأسلاميين التائهين برود مشاعرهم عندما ظلمت اليبيا وسورية والعراق وو..، وأهين أهلونا واستبيحوا،نعم ياربي اللهم يارب اليك المشتكى فقد ذل أخواننا فى اليبيا وسورية والعراق ولأن في مصر.. وفي كل مكان وجوعوا وهتكت أعراضهم اللهم يارب أنصرهم أنصرهم يارب وثبتهم يارحيم من عندك.
لقد  ظلمت الأ مة العربية في عصر مواثيق حقوق الأنسان،وضمانات كرامته،وأنه العار كل العار، أن يُسلب الإنسان منه كرامته وآدميته فقط بسبب أنه ينتمي إلى الاسلام.
إن ضمان وحماية كرامة الإنسانية كإنسان وإلزامية هي احترامها وهو مبدأ أصيل وثابت في الدستور الألماني لا يمكن تعديله أو تغييره، وتتولى المحكمة الدستورية العليا بحزم التصدي لأي محاولة للنيل من هذا المبدأ تحت أي مبرر كان.
إن ضمان كرامة الإنسان مبدأ ثابت في الدستور الألماني غير قابل للتغيير أو التعديل حتى ولو توفرت أغلبية ثلثي البرلمان التي ترغب في ذلك.
وقد كان لأسلام أول ماظهر سنادا لكرامة الإنسانية،و للفطرة السليمة ومصدقا لإيحاءاتها ومطالبها.
فقرر إقامة العدل، وإن أختلفت الأديان، وبرأ يهوديا مظلوما ، وأذان مسلما متهما، وقال تعالى:" ياايها الذين امنوا كونوا قوامين لله بالقسط ولايجرمنكم شنئان قوم على أن لاتعدلوا اعدلواهواقرب للتقوى"
فلماذا حدث حتى رأينا من يدعي الاسلام ،ولا يبالي بعدالة فردية أو أجتماعية أو سياسية، أتغنى عنه همهمة لسان بكلمات،أو انقباض الجسم وانبساطه بأعمال الصلوات.
والحق أن سقوط الدولة الاسلامية كانت من وراء هذه الأفات،وجاء عصرالظلم والاغتصاب والتشريد من المنازل واستباحة الحرمات وجلب المرتزقة واقترف المأسي ،رأينا المنتسبين إلى الأسلام يحسبونهم  العلماء مجاهدين، وما هم في الحقيقة الأمر إلا من أولأك الذين يرتدون أقنعة المرتبطين بقوى الاستعمار العالمي ،كيف يصح الأذهان أن يقع هذا من كبارهيئة العلماء المسلمين،وفقههم الثوري الذي يعترف فقط بالولاء لشيخهم حمد امير قطر الذي يلبس الشيخة موزة الحذاء.
يجب على المنتمين للأسلام أن يصححوا معرفتهم بهؤلاء ،وأن ينصفوا الصديق والعدو،وأن يرتفعوا إلى مستوى الاسلام،وإلا فستضل أيديهم عاطلة من أسباب السلطة كما قال إمام الغزالي رحمه الله،وسيمنحها الله قوما أخرين،ينظرون فيفقهون ،ويحكمون فينصفون،ألم يقل ابن تيمية. إن الله ينصر الكافر العادل على المسلم الجائر؟.
بوجمعة بولحية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم