الثلاثاء، 20 مارس 2012

كيف تعرف أنك قد إنتصرت على خصمك بأخلاقك الحسنة ؟


 بقلم بوجمعة بولحية .
كيف تعرف أنك قد إنتصرت على خصمك بأخلاقك الحسنة ؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رجلاً شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم و أبو بكر ساكت فلما أكثر رد عليه بعض قوله  فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ."إنه كان معك ملك فوق رأسك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال." يا أبا بكر ثلاثٌ كلهن حق. ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعزه الله بها ونصره إلي آخر الحديث" .
فهل نحن مستعدين أن نستبدل الملك بجانبنا الذي يرد عنا بشيطان رجيم.
علينا أن نفكر في هذا جيدا فسكوتنا لا يعني أن حقنا قد ضاع و ذلك
يرد الملك بدلا عنا الشتائم و أيهما أكثر ضررا شتم إنسان لإنسان أم لعن ملك لإنسان.
فضلا عن رد الشتائم نحن نأخذ حقنا عنده من أغلى ما يملك حسناته. فعن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ."أتدرون من المفلس" قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال صلى الله عليه وسلم. " إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار" رواه مسلم.
ويقول عز و جل. "الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين". فماذا نحتاج بعد حب مالك الملك لنا فلنتذكر هذه الآية إن أصابنا الغيظ.
فعندما تتعرض للسب لا تتهور و تندفع و تتخلى عن كل هذا الجزاء العظيم بقول كلمة أو كلمتين لن تؤثرا شيئا بل تزيدا الإحتقان وتزيد المشاكل. فاصبر على الأذى و انتظر الثواب العظيم و كن من "الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس" و داوم على قول "سبحان الله و الحمد لله" و آية الكرسي وقتما يسبك أحد.
للأسف انتشرت الشتائم و تغلغل السب في كلامنا فالآن تجد الشاب يشتم صاحبه و أحيانا يشتمه بأمه و أبيه على سبيل الضحك وتجد في أية مشادة كلاما لا يمكن تقبله من مسلم يفترض أنه ملتزم بالحديث."المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده" فالمسلم وهو أقل درجات الإيمان لابد أن يأمن المسلمون وغير المسليمن لسانه و أن لا يؤذهم بما يصدر منه. فهل نحن ملتزمون بهذا؟
ونقول لمن يشتم
لا أحد يعلم مقدار حسناتك في كتابك أو إن كانت كافية أم لا و لكن يجب أن تعلم أن بسبك أي شخص أي كان السبب فإنك تتخلى عن هذه الحسنات بل تهدها إياه فإن كنت ترى أنه أخطأ في حقك فهل أنت مستعد لإعطائه تلك الهدية العظيمة.
و لمن يستخدم الشتائم في حواره العادي مع أصدقائه كيف تتحدى أمر رسول الله ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه  قال، قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم . " ليس المؤمن بطعّان ولا لعّان ولا فاحش ولا بذئ " رواه الترمذي والحاكم،
 كيف ترضي أن يسب أحد أبواك بدون أن تنهاه عن ذلك هل ضعفت عندك قيمتهم لهذه الدرجة.
فعليك كمسلم أن تتخلى عن كل هذا و إذا وجدت نفسك غاضبا جدا حاول تذكر هذا الحديث  عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أنه قال. "إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار وإن النار لا تطفأ إلا بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ"
انا وانت نحن جميعنا لسنا ملائكة
إن أفضل رد على من يشتمك و يسيء إليك أن ترد عليه بأخلاقك الحسنة و أدبك وأنه لأحد يستطيع أن ينال منك أو يتعرض لك أو يؤذيك فلا ترد عليه بالمثل و ترد النار بمثلها و في العادة عندما تهاجم مجموعة من الغربان نسراً فإنه لا يقاتلها ولا يدافع عن نفسه بل يحلق عالياً و يرتفع بحيث لا تصل الغربان إليه هكذا يجب أن نكون نحن.
عندما تتعرض لهجوم شرس  فحلق عالياً و ترفع عن الصغائر و لا تورط نفسك في صراع لا فائدة منه الأن هذه الحكمة تفيدنا كثيرا في حياتنا وكل إنسان يتعرض في حياته للكثير من المصاعب و المشاكل مع الناس يتعرض للتهجم و الظلم و الإساءات لكن الذكي هو من يعرف كيف يسمو بأخلاقه و شخصيته نحو الأعلى و لا ينزل نحو مستويات أدنى .
فكيف تعرف أنك قد إنتصرت على خصمك بأخلاقك الحسنة.
1-تأكد انك قمت بالرد على كل اتهام وجه لك خصمك و ان اتهاماته تستطيع اثباتها بالادلة.
2- أن يدرك هو أنك قد فزت بالجولة لكنك منافس شريف لا تتشفى ولا تذل خصمك فهذا أدعى لأن يحترمك وألا تخلق عداوة لا تزول.
3- اذا اسقطت خصمك وجعلته لايستطيع رد عليك في الحوار اعتبر نفسك انك قد انتصرت بأخلاقك الحسنة.
4- يجب عليك أن تثق في خصمك وأن تناقشه نقاشاً هادئن وتلمس من نقاشه حبه للاطلاع ويجب أن تكون أنت القوي ب أثباتك بالادلة ويجب أن يكون حاوارا هادئنا وأنك تستطيع أن تضعف رد خصمك على قدر ما تقدر فهي لعبة سرعة بديهة فى المقام الأول فإن عطلت رده إنتصرت عليه خصوصا إذا كنت أقوى منه بأخلاقك الحسنة.
5- ويفضل أن يكون الحوارهادئنا دون ألفاظ النارية التي ترافقه العصبية ويجب أن تفرض الهدوء على الحوار و هنك يصبح من السهل أن يكون الحوار هادئن غير أن الهدوء الذي أدعو إليه شيء غير هذا أنه موقف تتخذه في داخلك وهو أن يكون حورا هادئنا بلا عصبية و ثبت على أخلاقك الحسنة.
6- حينما يبدأ خصمك الهجوم عليك بالفحش الكلام والبذاءة القول وبشتم وسب فلا ترد عليه بالمثل وبتعد عنه واعتبر نفسك قد انتصرت عليه.
أليس كذلك؟

هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليكم
    تحياتي لك علي المقال
    استأذنك ان انشر هذا المقال بمدونتي نحتاج ان يعرف اكبر عدد تلك الامور وكيف نسموا ونرتفع باخلاقنا
    وتحياتي

    ردحذف
    الردود
    1. عليكم السلام ورحمة الله وبركته أهلا وسهلا بك سيدي الكريم نعم لك ذلك أخي الكريم .

      حذف

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم