السبت، 5 مارس 2011

هل يمكن إدماج المذاهب الإسلامية في مذهب واحد



بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
أما بعد :
أن الأمة اليوم تمر بأحرج مواقفها وأصعب ظروفها واشد خطوبها العنف يتفجر في أراضيها والفتن تدور في نواحيها تشتت نظامها ،وانقسمة على مليون فرقة أو أكثر . هذا سلفي ﻳﺘﻌﺼﺐ لمذهبه و هؤلاء الأحناف يتعصبون لمذاهبهم ، ولهذا المذهب يتعصب عوام أهل السنة ولهذا المذاهب يتعصب عوام أهل الشيعة.فالفريقان السنة وشيعة يؤمنون بهذه الأركان أو الفرائض، وإن وجد خلاف بينهم في بعض الأحكام، فهو كما يحدث بين مذاهب السنة بعضها وبعض،فما حقيقة الخلاف بين السنة والشيعة ،يعتبر علماء الجعفرية السنة والحديث ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم وما قاله أئمة الشيعة "المعصومون ". ولو ألقينا نظرة إلى الكافي الذي يعتبره الطبطبائى أوثق وأشهر مصادر الحديث في العالم الشيعي لوجدنا أن أغلب الأحاديث لا تقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن قال الإمام كذا وكذا. وكثير منها لا إسناد لها.
ثم مهي حقيقة الخلاف بين علماء التصوف وغيرهم. ومهي حقيقة الخلاف بين الاشاعرة و السلفين؟ ولذلك لايمكن للأمة أن تتوحد إلا إذا توحدت تحت مذهب واحد، إي إدماج المذاهب الإسلامية في مذهب واحد . يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه (و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون، و لا تكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات و أولئك لهم عذاب عظيم) .أنا أعلم أن إدماج المذاهب في مذهب واحد ليس عملا علمياً يحمد عند العلماء، فإن كل مذهب مجموعة من المعلومات أقيمت على مناهج تتجه في مجموعها إلى النصوص الإسلامية والبناء عليها، وهو ثمرات جهود لأكابر العلماء في هذا المذهب، وكل إدماج فيه إفناء، وليس من المصلحة العلمية في شيء إفناء تلك الجهود الفكرية التي قامت في ظل القرآن والسنة والصحيحة الثابتة، بل يجب أن تكون كل الجهود قائمة على أصولها، يرجع إليها، ويختار منها عند العمل أصلحها للبقاء، أو أكثرها ملاءمة للأزمان، أو أقواها اتصالا بالقرآن، مع بقاء المصدر في موضعه يرجع إليه.
عندما أقف أمام هذا التراث الأسلامي كثيرا ما أسأل نفسي ما الذي جمع هؤلاء المسلمين جميعا تحت مظلة كتاب واحد وهو القرأن، وأجد لنفسي جوابين أحدهما لا خلاف في صوابه والآخر محتمل، أما الأول فهوأن الله تكفل بحفظ القرآن ،فلعله أن الله تعالى تكفل بحفظ القرآن الكريم وهذا الحفظ كان مخصوص للقرآن دون الكتب السابقة لسبب وجيه هو أن القرآن هو الرسالة الخاتمة للبشرية جمعاء أي أنه لن ينزل كتاب بعد القرآن حتى لا تكون للناس عند الله حجة إلى أن تقوم القيامة، والأدلة الشرعية على تكفل الله عز وجل بحفظ القرآن الكريم
هي.قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) يقول الإمام الطبري رحمه الله : ( إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ ) وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال : وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه ، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه .و هذه حقيقة ثابتة لا مجال للريب فيها.وأما الثاني: هي أن الله جمع كلمة المسلمين كلهم تحت مضلة لا إله إلا الله، محمد رسول الله ،وإن الله تعالى قال "وعتصمو بحبل الله جميعا ولا تفرقو" قال العلماء هي لا إله إلا الله.
ثم لبد من وجود نواة الوحدة الفكرية والثقافية والنفسية في كل البلاد الإسلامية مهما تختلف فها الطوائف والمذاهب، ولكن الأمر الذي نريده هو توجيه هذه الوحدة والعمل على إنمائها، وإيجاد مجتمع فكري موحد يبني دعائم الإسلام، ويقف محاجزاً دون النزعات المنحرفة التي تتغلغل في صفوفه، وتلقي بالريب في حقائقه، ويكشف زيغ أولئك الذين اصطنعهم أعداء الإسلام ليحلوا عراه، ويلقوا بالشك في أفئدة أهله.
بوجمعة بولحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم