الثلاثاء، 9 مارس 2010

نساء الناظور يتظاهرن ضد التحرش الجنسي في يومهن العالمي


نساء الناظور يتظاهرن ضد التحرش الجنسي في يومهن العالمي
تصوير : مراد ميموني / رشيد الحادوشي
إستمرارا في أنشتطها التحسيسية من أجل مناهضة التحرش الممارس في حق المرأة، نظمت جمعية سيكوديل عصر اليوم الإثنين 08 مارس الجاري بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وقفة إحتجاجية رمزية بساحة حمان الفطواكي المقابلة للمركب الثقافي بعد أن كانت قد عرضت بداية شريطا حول المرأة بقاعة هذا المركب
وقد تم بداية عرض شريط سينمائي مغربي شخص أدواره الرئيسية كل من الممثلة فاطمة خير والممثل سعيد التسولي، يتناول بعض مظاهر التحرش التي تتعرض لها المرأة داخل مقر عملها وفي الشارع العام، خصوصا مضايقات أرباب المؤسسات أو الرؤساء المباشرين في العمل التي غالبا ما تؤدي إما إلى استسلام المرأة لأمر الواقع وهي مكرهة حفاظا على منصبها في الشغل وإما الوقوف في وجه هذه المضايقات والتحرشات وبالتالي تحمل العواقب التي ستنتج عن ذلك عن طريق تغيير مكان الشغل أو الحرمان من الإستفادة من الإمتيازات المتاحة للعمال أو غير ذلك من التأديبات والعقوبات التي تكون لها آثار وخيمة على المرأة بصفة خاصة وعلى أسرتها بصفة ، ناهيك عن المخاطر والتحرشات التي تتعرض لها وهي متجهة من وإلى عملها والتي وصلت في الفيلم المعروض إلى الإختطاف والإغتصاب من قبل بعض الذئاب البشرية التي لم تمنعهم لاتوسلاتها ولا مصارحتها لهم بكونها زوجة وأم من تعنيفها واغتصابها بالقوة. هذا الإغتصاب الذي يبقى مرسوما في ذاكرة المرأة يقلب حياتها الأسرية والمهنية رأسا على عقب يكاد يفتت عش الزوجية لولا تفهم الزوج و رغبة الزوجة في تجاوز المحنة والحفاظ على مؤسسة الأسرة
وكانت مشاهد الفيلم المعروض جد مؤثرة تتبع أطوارها الحضور بكل هدوء، وكانت حافزا قويا لانطلاق الوقفة الإحتجاجية المزمع تنفيذها أمام المركب الثقافي بكل عفوية، إذ خرجت الجموع التي تابعت الشريط السينمائي بالقاعة بهتافات وشعارات ضد كل مايؤدي إلى الحط من كرامة المرأة
وقد إلتفت مجموعة من النساء من مختلف الأعمار في وقفة على شكل دائرة بحضور مختلف المسؤولين والمؤطرين والمستفيدين بسيكوديل وبدور المرأة التي يشرف عليها هذا الأخير ومجموعة من الفاعلين والفاعلات في المجتمع المدني بالناظور، حاملات مجموعة من اللافتات التي تندد بالتحرش الذي تتعرض له المرأة وتطالب بصون كرامتها باعتبارها أم وأخت وزوجة وإبنة وقبل كل ذلك إنسان، ومرددات مجموعة من الشعارات التي تنم عن المعانات اليومية التي تتعرض لها في المدرسة وفي العمل وفي الشارع العام بل وفي كثير من الأحيان في المنزل
وفي تصريح لها بهذه المناسبة أكدت المستشارة القانونية ورئيسة مركز الإستماع بسيكوديل الأستاذة نجدة مساعد أن مطالب المرأة بالناظور وهي تحتفل بيومها العالمي جد عادية لضمان سلامتها وكرامتها وتقدمها خصوصا بعد انتشار كل أساليب التحرش بها سواء أمام المدارس والثانويات وبالشوارع والطرق العمومية رغم قصر سن بعضهن. وبخصوص العريضة التي فتحتها جمعية سيكوديل من أجل التضامن مع مطالب المرأة التي تهدف للضغط على السلطات الوصية لسن قوانين تجرم التحرش بالنساء أكدت الأستاذة مساعد أنها لقيت تجاوبا من قبل أغلبية فئات المجتمع بمختلف مستوياته الثقافية، وأن التوقيعات ربما تتجاوز الألفين لأن العريضة لازالت مفتوحة
وقد إختتمت هذه الوقفة الإحتجاجية بقراءة الأستاذة نجدة مساعد لنص البيان الصادرعن مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية بالنظور "سيكوديل" بهذه المناسبة جاء فيه
"إن مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلية بالناظور المسمى اختصارا "سيكوديل"، باعتباره منظمة غير حكومية تسعى إلى ترسيخ قيم الحداثة وبناء مجتمع تنتفي فيه كل أشكال القهر والميز والتهميش باعتماد مقاربة قائمة على إعلاء شأن الإنسان ومناهضة أساليب التمييز بين الجنسين، يعلن للرأي العام المحلي والوطني، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة والمخلد تحت شعار " جميعا من أجل مناهضة التحرش"
1- تمسكه باستراتيجيته الداعمة لإدماج المرأة في التنمية البشرية عبرتمكينها بالمعارف والمهارات الأساسية لولوج مجتمع الإعلام والمعرفة، وتوفير الشروط المثلى للمشاركة النسائية في تدبير الشأن العام المحلي والوطني
2- عزمه الأكيد على المساهمة الفعلية في إنجاز مشاريع تنموية تستهدف النساء في مختلف مناطق الريف، وتشجيع جميع المبادرات الرامية إلى تحقيق الكرامة والمساواة والتقدم
3- دعوة مؤسسات المجتمع إلى الإنخراط الفعلي في دعم جهود النساء التواقة إلى تعزيز قدراتهن المعرفية والتدبيرية ومقاومة الرواسب الثقافية التقليدية المكرسة لدونية المرأة والمعرقلة لانعتاقها وبناء استقلاليتها الذاتية
4- مطالبة الدولة بإعادة النظر في مرجعيتها القانونية عن طريق سن تشريع مطابق لروح القوانين والمواثيق الدولية، وفي مقدمتها تعديل المادة 40 من مدونة الشغل وتجريم فعل التحرش واتخاذ التدابير الزجرية للحد من ظاهرة الإعتداء على سلامة وكرامة المرأة والعمل على
أ- تيسير وسائل الإثبات بالنسبة لضحايا التحرش الجنسي
ب- تمكين الضحايا والجمعيات المهتمة بالموضوع من الإنتصاب كطرف مدني
ج- تمكين ضحايا التحرش الجنسي من المساعدة القضائية ومن مؤازرة المحامين في نفس الإطار
د- إعادة صياغة مشروع قانون لمحاربة العنف ضد النساء من خلال تخصيص تعريف لجريمة التحرش الجنسي بشكل مستقل وتحديد أركانها وعقوبتها المشددة
وبموازاة ذلك نطالب من أجهزة الدولة الإعلامية والتربوية إعادة النظر في المنطلقات والرؤى التي تعيد إنتاج ظواهر العنف والتمييز والإهانة في حق النساء، ومراجعة المناهج والبرامج والأساليب المعتمدة بغية تأسيس ثقافة جديدة قائمة على الإحترام والمعاملة الإنسانية و المساواة بين الجنسين
5- يحيي المبادرات النسائية المتنوعة المناهضة لكل أشكال الميز والإهانة والتحرش، ويدعو الحركة النسائية الديموقراطية إلى المزيد من التعبئة والعمل الجماعي لتحقيق المجتمع الديموقراطي الحداثي وإنجاز متطلبات التنمية البشرية ومواكبة تحولات العصر












http://www.nadorcity.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم