الأربعاء، 26 يناير 2011

ودع يا صديقي الملحد؟

 

  كان هاذا اليوم هو اخر يوم نلتقي فيه انا وصديقي طوني في المصنع الذي نشتغل فيه منذ زمن طويل ، راحل صديقي طوني نحو همبورج من أجل أن يغير حظه  بعدما أنهى مشكلته مع زوجته سابقة التي عاشت معه لسنوات طويله بطلاق ، وكان سعيداً بأن تخلص من هذه المشكلة.
طوني هو من عائلة مسيحية وهو ملحد لا يعترف بوجود الله، وهو ذوشخصيه قويه جداً يتمتع بالاستقلال والروح الثائرة، و لديه رغبة في الوصول إلى أعلى المستويات و أنا أحب الإستفادة من قدراته ومواهبه ، وكان يتخذ جميع قرارته دون تاثير نفسى أوخوف ،كنا نعمل ثمانية ساعة متواصلة جنب الى جنب، وكنا نمضي أغلب الاوقات في مناقشة أدلة إثبات وجود الله عز وجل وانه خالق الكون ، وفي اغلب الاحيان كان طوني يقترب من الحقيقة ،التي أشار اليها القرآن الكريم إلى هذا الدليل “قل هو الله أحد الله الصمد، قال تعالى " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون" وهذا الدليل باق في النفس الإنسانية بقاء الإنسان نفسه في هذا الكون، وفي قوله تعالى : "وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا" فهذا هو دليل الفطرة وهو من القوة والمكانة بحيث لا يستطيع أن يدفعه دافع أو ينازع فيه من منازع قال تعالى : " أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون" فلم يبق إلا أن يكون لهذا الكون خالقاً وموجدا وهو الله عز جلاله وشانه .
وفي إحدى الأيام قال لي طوني السلام عليكم  قلت له : خير ان شاء الله يا طوني هل تعلم ماذا تعني كلمة السلام عليكم ،قال لا، قولت له هي   آداب تحية الإسلام ،يستخدمها المسلمون حول العالم،قال تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا)  و كلمة السلام هي اسم من أسماء الله تعالى وبهذا قد خطوت الخطوة الأولى بالأعتراف بالله ،قال طوني ولأول مرة وبعيدا عن الطبيعة وعن القردة ، نعم انا اعتقد بأن لهذا الكون اله خلقه، قولت له بل انها الحقيقة التى يجب ان يعلمها كل انسان في هذا الكون وقبل انا اعلن الفراق مع صديقي طوني قولت له هل تشهد اني قد بلغت لك الرسالة المحمدية قال نعم قولت اللهم أني قد بلغت ، اللهم فأشــــــهد، فودعت صديقى الملحد وقلت له الى اللقاء .
بوجمعة بولحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم