الثلاثاء، 12 مارس 2013

هل المساجد نعمه ام نقمه على المسلمين


 
من أعظم مزايا مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أنه بني واختيرت أرضه ووضع أساسه وتم تحديد قبلته بإشراف ومشاركة الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه المهاجرين والأنصار فكان بُناتُه وعماله والساعون في تأسيسه خير الأنبياء مع خير الناس ولنا أن نتصور جموع الصحابة وهي تمضي جيئة وذهاباً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعمل معهم كواحد منهم بجد ونشاط، ينقلون اللبن، ويحملون الطين، ويرفعون الجدر، ويرتجزون بقولهم: لئن قعدنا والنبي يعمل  لذاك منا العمل المضلل.
فيرد عليهم النبي صلى الله عليه وسلم مباركاً عملهم منشطاً همتهم بقوله: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة  فارحم الأنصار والمهاجرة.
وعن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما أمرت بتشييد المساجد" قال ابن عباس لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى. 
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد " وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال، قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم  "لا تقوم الساعة حتى يبني الناس بيوتا يوشونها وشي المراحيل".
وعن ابو الدرداء رضي الله عنه قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا زخرفتم مساجدكم ، و حليتم مصاحفكم ، فالدمار عليكم )وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه مخاطبا باني المسجد :( أكن الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس )
( ومر ابن مسعود بمسجد مزخرف فقال : لعن الله من فعل هذا ) . ولم يعزه لأحد.
قال الإمام البغوي :( والمراد من التشييد : رفع البناء وتطويله ومنه قوله سبحانه وتعالى :( فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) وهي التي طول بناؤها وكان المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل فم يزد فيه أبو بكر شيئا وزاد فيه عمر وبناه على بنيانه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد , وأعاد عمده خشبا  ). 
قال المناوي: "فإن ذلك أي تزيين وزخرفة المساجد ينشأ من غلبة الرياء والكبرياء والاشتغال بما يفسد حال صاحبه، ففاعل ذلك بمنزلة من يحلي المصحف، ولا يقرأ فيه إلا قليلاً، وبمنزلة من يتخذ المصابيح والسجادات المزخرفة تيهًا وفخراً".
والزخرفة تكون في الحوائط وفي أرض المسجد أيضا وسقفه فيجب أن نجعل كل ذلك على هيئة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نقش فيها ولا زخرفة ونراعي فيها راحة المصلين ومنع حر الشمس وبرد الشتاء عنهم ولكن بدون الزخارف والألوان البديعة التي انتشرت في هذا الزمان فصارت المساجد وكأنها كنائس ! في بعض الأماكن ولا حول ولا قوة إلا بالله .
انظروا إلى الزخارف والأموال التي تُنفق على زخرفة المساجد، مع العلم أننا نقدس بيوت الله ونجلّها، ولكن ليس من المنطقي أن نجد الفقراء لا يجدون ما يأكلون، ثم ننفق المليارات على زخرفة مسجد ، والله ليس بحاجة لمثل هذا الإسراف !
لقد أصبح بناء المساجد في العصر الحديث نقمه على المسلمين،بسبب زخرفته وإنارته وفرشه بالبسط الفاخرة،بالله عليكم هل هذه هي صفة المسجد الصحيحة والشرعية ، المئذنة والقبة اللتان نراهما حديثا في بناء المساجد ، هل هما لازمتان لبناء المسجد ، وخاصة أن تكاليف بنائهما و ثمنها باهظا جدا ، ثم  هل المسجد يحتاج إلى عمارته و لمن يحييه، أويحتاج إلى رخام وأبواب العالية الجودة وزجاج ومفروشات عالية الجودة والإنارة المضاعفة ، ومثل هذه الأمور التي اعتدنا أن نراها في المساجد. 
 لقد اصبحت كل هذه الأثاث وزخرفة الجدران و المنبروالمحراب  وأعمدته وأقواسه و سقفه وقبته الداخلية و شبابيك المصنوعة من الجبص والزجاج الملون،والسجاد وكثير من الآيات القرآنية المزخرفه على جدرانه، سبب في إغلاق المساجد  في وجه المصلين،مدعين حماية المسجد من العبث عند تركه مفتوحا ،ولا خير في مسجد أُغلاق بابه بالشمع الأحمر، خوفا من سرقته.
بوجمعة بولحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم