الثلاثاء، 8 فبراير 2011

سفراء المحبة والسلام ؟


 

سفراء المحبة والسلام ؟  
عاد الى المانيا عدد من المتقاعدين العرب والمسلمين ، بعدما كانوا قد  غادرواها الطوعية الى بلدانهم  ظنا منهم واعتقادا انهم سيجدون الفردوس في انتظارهم ،لكن خاب ظنهم  فيما وجدوه أمامهم  فكان السبيل الوحيد هو العودة، في الحقيقة وددت أن أذكر كل ما أخبروني به كمقدمة لما أردت أن أدونه هنا اليوم  وهي نصائحهم نابعة من القلب ، و من خلال تجربتي شخصية مع هؤلاء السفراء المحبة والسلام  ،استطيع ان اقول ما فيه الكفاية عن هؤلاء الذين مثلوا  بلدانهم في المانيا احسن تمثيل ، وبحكم عملي معهم في عدد من شركة ،و احتكاكي المباشر بهم  خاصة الأتراك ،لحظت عشقهم وامتنانهم ومحبتهم البلدهم الثاني المانيا، فأحد الحلاقين الاتراك قال لي انه قضى في المانيا اربع وثلاثون سنه كاملة وان هذه الأربع وثلاثون سنة كانت الأحلى والأجمل في عمره لدرجة أن يحولها إلى شهور ومن ثم إلى أيام ومن ثم إلى ساعات ثم إلى دقائق والى ثوان من كثر محبته لها، ورغم تركه المانيا فانه دائم الزيارة ودائم الاهتمام بها ،و مع العلم أن أبنائه ليزلون يعيشون هونا .
وكذلك متقاعد مغربي آخر يحكي  كل ما هو أجمل عن المانيل بل  يعشقها ويعشق كل ما هو الماني ويرحب ويساعد كل من يذهب من المانيا إلى المغرب وكذلك زيارته لا تنقطع إلى المانيا هو وأهله.
ورغم معرفتي بطيبة أهل المانيا وشهرتهم باأحترام الاجانب وبلاخص( المسلمين ) إلا اننى دائم السؤال عن ماهو الفرق الذي يوجد بين المانيا وأى دولة أخرى  وتكون الإجابة أن أهل المانيا هم الفرق ليست الطرق ولا الشوارع ولا المباني وأنما البشر الطيب العطاء الكريم هم الفرق وهم الذخر وهم ثروة هذا الوطن الحقيقي.
ولاشك أن تلك الشهادات الكثيرة التي اسمعها ولمستها بنفسي من المتقاعدين العرب والمسلمين عاشوا في المانيا وقضوا سنوات من العمل فيها ثم عادوا إلى بلادنهم محملين بالمحبة وبالصورة الايجابية والانطباع الجيد عن المانيا وأهل المانيا هي شهادة حقيقية يجب التوقف عند معانيها وابرز نقاط القوة فيها لأنها تعكس الصدق دون نفاق أومجاملة فهؤلاء غادروا و ضنو انهم لن يعودوا مرة أخرى ولكنهم وبحكم ما رأوا من الاهتمام و الاحترام والخدمات في المانيا،و لتي لم يلمسو أي نوع من أنواع هذه الخدمات والاهتمامات و الاحترام في بلدانهم و ضنو انهم يلقون نفس الاحترام في بلدانهم ،و بعد أن كانوا سفراء لبلدانهم في المانيا لأعوام طويلة ،خاب ضنهم وعاد الكثير منهم مرات اخرى الى بلدهم الثاني المانيا و هذه هي عظمة وروعة المانيا. انا لا انكر اطلاقا هذا الإحترام المتبدال بين شعب الالماني والمسلم، ولكن بالمقابل غير مقتنع بسياساتالألمانية تجه المسلمين ، نعم لقد حصلنا على العمل وحصلنا على شهادات وعلى معرفة تكنولوجية كثيرة جداً ، نعم لقد قطعنا شوطاً كبيراً في بعض الشركات. ولكننا لم نجد من ينسف المسلمين ويحترم دينهم وتعبدهم ، كما يــحــتــرم الإســلام الــديــانــات الــســمــاويــة كلها.ونحن المسلمين لم نُخلق للضجيج، ولم نُخلق لكي نثير الأزمات بدون أسباب أو مسببات، ونفتعل فزعة وكأننا بهائم ليسوا بشرا  نحن لا نطلب من سياسيين الالمان أن يحملوا أنفسهم فوق الطاقة بل نطلبهم ببعض الأمور التي أمرنا الله تعالى بها، ولتعليم الناس أمور دينهم .

بوجمعة بولحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم