الاثنين، 13 أغسطس 2012

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بلـّغوا عني ولو آية".


بقلم بوجمعة بولحية.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بلـّغوا عني ولو آية".

بسم الله والحمد الله والصلاة والصلام على سيدنا رسول الله محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
الحمد لله الذي هدانا للإسلام والحمد لله أن جعلنا من أمة محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
أيها الأخوة ولاخوات الكرام لقد أصبحت الدعوة إلي الله فرض عين على كل مسلم و مسلمة كل بحسب قدرته في هذا الزمان فما هو عذرك عند الله ان تخلفت عن الركب بعد كل هذا؟
قال تعالى: ( قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين )التفسير : 108 أي نبِّههم يا محمد إلى سمو غايتك وبصِّرهم بنبل مهمتك فقل لهم: هذه سنتى وطريقتى أدعو الناس إلى طريق اللَّه وأنا متثبت من أمرى وكذلك يدعو إليها كل من تبعنى وآمن بشريعتى وأنزَّه اللَّه عما لا يليق به ولست مشركًا به أحدًا سواه.
ويقول تعالى آمرا رسوله محمدا صلى الله عليه والسلم: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بلـّغوا عني ولو آية".
أيها الأخوة ولاخوات الكرام إن المسلم مطالب بتبليغ ولو آية و ما وصل إليه من القرآن والأحاديث النبوية إلى غيره ممن لم يبلغه.
قال المباركفوري في كتابه تحفة الاحوذي في شرحه للحديث المشار إليه نقلاً عن صاحب اللمعات ما نصه: بلغوا عني: أي ولو كانت آية قصيرة من القرآن والقرآن مبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، الجائي به من عند الله، ويفهم منه تبليغ الأحاديث بالطريق الأولى.
وقد ذكر بعض العلماء أن المراد بالآية في الحديث هو الكلام المفيد نحو: من صمت نجا، والدين النصيحة. وعلى هذا فيكون المعنى بلغوا عني أحاديث ولو كانت قليلة.
إلا أن الصحيح هو القول الأول حسبما رجحه المباركفوري.
وجاء في الحديث الصحيح الذي رواه أبو داوود من حديث ثوبان:أن اشرف الخلق محمد صلى الله علية وسلم قال:يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا : أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : كلا : و لكنكم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل و ليوشكن الله أن ينزع المهابة من قلوب عدوكم و ليقذفن في قلوبكم الوهن قيل و ما الوهن يا رسول الله ؟ قال: حب الدنيا و كراهية الموت; نعم أيها الأخوة ولاخوات الكرام لقد أصبحت الأمة الآن غثاءاً من البشرية تعيش على بساط مجرى الحياة الإنسانية تعيش الأمة الآن كدويلات متناثرة متصارعة متحاربة تفصل بينها حدود جغرافية مصطنعة و نعرات قومية جاهلية و ترفرف على سمائها رايات القومية و الوطنية و تحكم الأمة قوانين الغرب العلمانية و تدور بالأمة الدوارات السياسية.
ما بالنا أيها الأخوة ولاخوات انشغلنا بالمهم وتركنا الأهم ; ما بالنا انشغلنا بـ الدنيا وتركنا الاخره; تركنا الآخرة وانغمسنا في ملذات الدنيا; ونحب الدنيا ونكراه الآخرة .
وقد روى الإمام أحمد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له ".
نحن ابتعدنا عن الدين وأصبح همنا في الدنيا وتركنا الاخره ولوكان همنا الاخره كان ساق الله لنا الدنيا والاخره لكن هي الغفله غفلة القبر تلك الحفرة الضيقة أول منازل الآخرة لُهينا عنها في دنيا الملهيات وتركنا التقرب إلى رب البريات وانشغلنا بالمغريات.
أيها الأخوة ولاخوات الكرام : اتقوا الله تعالى حق التقوى، واسمعوا قول ربكم عز وجل في محكم كتابه حيث يقول:"من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب". واسمعوا قول ربكم عز وجل في محكم كتابه حيث يقول: "من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفُ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون".
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يأتي
زمان علي أمتي يحبون خمس وينسون خمس ... يحبون الدنيا وينسون الآخرة
يحبون المال وينسون الحساب يحبون المخلوق
وينسون الخالق يحبون القصور وينسون القبور يحبون المعصية
وينسون التوبة فإن كان الأمر كذلك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء والموت
الفجأة وجور الحكام".
أيها الأخوة ولاخوات الكرام والله إن الدعوة إلي الله غنيمة باردة فالدال على الخير كفاعله.
إخوتي الكرام لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من دعا إلى هدى ؛ كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ؛ لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً".
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لعلي رضي الله عنه " فوالله يا علي لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النَّعَم".
رواه البخاري، ومسلم .
وحُمر النَّعم : الإبل الحمر، وهي من أنفس الأموال عند العرب.
وتبليغ هذا الدين أمانة أيضاً ، فالرسل أمناء الله على وحيه ، قال صلى الله عليه وسلم : " ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ، يأتيني خبر السماء صباحاً ومساء".
فمن الواجب أيها الأخوة ولاخوات الكرام على كل مسلم ومسلمة أن يبلغ دين الله إلى أمته وان يدعو إلى الله على بصيرة; و أن المرأة المسلمة في جميع العصور حملت على عاتقها مسئولية هذا تبليغ; تبليغ دين الله و على المرأة المسلمة ان تبلغ دين الله لمن تعرف ومن لا تعرف كما على رجل المسلم كذلك أن يبلغ دين الله لمن يعرف ولمن لا يعرف .
والصلاة والسلام على مصابيح الهدى للعالمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه أمين أمين أمين والحمد الله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم