الثلاثاء، 12 فبراير 2013

أيها المسلمون علينا بإخراجُ اليقين الفاسدِ على الأشياء، وإدخال اليقين الصادق على الله.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد : 
أيها المسلمون لا ريب ان إخراجُ اليقين الفاسدِ على الأشياء، وإدخال اليقين الصادق على الله تعالى هو اليقين بعينه. 
أيها الأنسان إن كنت وسط آلامك ومشاكلك .. تتّكل على حكمتك وذكاءك ولا تؤمن بقدرة الله علي ان يدبر لك أمرك ويعينك و يرزقفك فتأكد من أنه ينقصك الكثير كي تعلم معنى الإيمــان .
إذا كنت تظن أن مديرك هو الذي يملك حق ترقيتك فهذا يقين فاسد تتعلق به.
أيها الأحباب علينا إخراج من قلوبنا اليقين الفاسد على ذات الأشياء و المشاهدات و ندخل اليقين الصادق على ذات الله تعالى، وأن الله خلق سبع سماوات بغير عمد و سبع أراضين. يعلم حبات وقطرات الأمطار وأوراق الأشجارولارطب ولا يابس الافي كتاب حفيظ كل شىءمن خلق الله من الفرش الى العرش ملك الله ومن الذره الى جبال ملك الله ومن القطره الى البحار ملك الله ومن النمله واصغر الى جبريل ملك الله جل جلاله.
وإذا كنت تظن أيها المسلم أن مالك أو منصبك أو أسرتك تغنيك عن الله فهذا أكثر ضلالا .
عليك بالثقة بالله، وصدق الايمان به و التوكل عليه هو أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك وأن تفوض أمرك الي الله ثقةً بحسن تدبيره.
إن كثرة متاع الدنيا والأهداف الرمزية  قد تلفت نظرنا إلى أننا قد ننسى ونحن نسير نحو تحقيق حلمنا حقوق الله علينا ، وأن الطموح ببريقه قد يغشى أعيننا ، ويجعلنا مع طول المدة لا نرى إلا يدنا التي تفعل ، وقدمنا التي تسير، وذهننا الذي يفكر .
وتنسينا اليد العليا التي تقف خلف هذا كله ، ولا نذكر الله إلا وقت الأزمة والشدة .. والحاجة.
لكن المرء الذي لم يتعود على الثقة بأوامر الله ، لن يكون يقينه حياً صادقا .
وهمَّ الرزق قد أكل قلوب الخلق، وسيطر على عقولهم ،وما هي سوى ( الأسباب) ، والتي برغم أهميتها وحاجتنا إليها ، إلا أنها وحدها إذا لم يكن معها إيمان وتقي ويقين حار ، ليست قادرة على نجدتنا ، بل ربما اغتررنا بها فأردتنا المهالك .
ووجدنا أنفسنا هلكى  ولم يبق على طريق النجاة سوى خطوتين ،فلم يبق إلا إختياركم لنفوسكم ما شئتم من الأخذ في طريق النجاة أوفي طريق الهلاك.
إن همَّ الرزق قد أكل قلوب الخلق، وسيطر على عقولهم، وعطلوا من أجله ما كُلفوا به، وهم قد كفوه . قال تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات.
وانشغال المسلم أو نسيانه لقضية الأجل يجعله في هم ونكد وضيق .
فحب الدنيا لا يكون إلا حبًّا في ملذاتها وشهواتها، وهذه تحتاج إلى مال، والمال يحتاج إلى جمع وتحصيل وكدح. وكلَّما كان مالُ الإنسان أكثر كان استمتاعه بالملذات أكثر، وكان حبه للدنيا أقوى وأمكن، وحينئذ يتنافس الناس على الدنيا، ويعطلون الفرائض من أجلها، ويرتكبون المحرماتِ في سبيلها.
اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.أمين.
بوجمعة بولحية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم