الأربعاء، 11 أبريل 2012

الغراب الاسود والحمامة البيضاء؟

 

  الغراب الاسود والحمامة البيضاء؟
لقد رأى الغراب ذات يوم حمامة تمشي و تتبختر في مشيتها كالطاووس تمشي يمـينا و يسـارا كأنـها نخلة في يوم عـاصف كانت تمشي متسارعة الخطى كأن قطارا يجري ورائها فبينما هو جالس ينظر اليها وهي متجمله جداً تزيف بين يدي الحمام الذكر وتمشي مدلة كانت حمامة بيضاء تصادف معها الغراب وهي جميلة فنظر إليها فاندهش من ثبات خطواتها عندئذ نظرت إليه الحمامة بعين الازدراء من لونه الأسود وصوته الناعق فما كان منه إلا أن وسوست له نفسه أن يظهر لها خلاف ظنها فيه ففكر وقدر أن يمشي مشية الحمامة فرفع رجله اليمنى فعاد للوراء ثم رفع اليسرى فتقدم لمكانه فحاول مرة أخرى إلا أنه أخذ يقفز على رجليه الاثنتين فانتقد نفسه وأراد أن يعود إلى مشيته الأولى فلم يستطع.
وأمتنا كانت قبل الاستقلال تسير بطبيعتها العفوية من حيث العادات والنظام الاجتماعي غير المعقد والثقة بالشعب والعمل لكسب رضى المجتمع وكانت سلطة الشعب أقوى من سلطة الحكومة في شأن التقاليد ورعايتها وكان المجتمع متجانس الطباع من حيث تقدير الكبير ورحمة الصغيروكان لعالم الدين على بساطته مكانة لدى الجميع مكللة بالاحترام والمجتمع محافظ على الدين والأعراف ومن شذ عن ذلك تم نبذه من الأسرة واحتقاره من المجتمع وكان باب المسؤول مفتوحا ً لمن لديه حاجة أو مظلمة والمرأة في خدمة أسرتها وطاعة زوجها مصانة مكرمة معززة غير تائهة في الشوارع والمجمعات دون حاجة ولم تدخن في المقاهي سيجارة أو شيشة بل كانت تحتضن وتربي الساسة والفرسان المغاوير على يديها والعذارى المصانات بالعفة والشرف حينئذ كانت طهارة المجتمع من المخدرات والمسكرات والسرقات والسلب والسطو والدعارة والرشوة وخيانة الأمانة.
ولكن بعد أن تفرنست وتفرنجت الحكومة ولبست ثياب التغريب وأدبرت عن مبادئ وقيم وأخلاق المجتمع وعاداته وأهملت الآداب العامة للشعب وجلبت النطيحة والمتردية والموقوذة من أقطار الأرض من العمالة في ظل شركات التجار ظهر في المجتمع أتباع الشيطان والجنس الثالث دون خوف من حد الشريعة أو القانون ودون مراعاة لشعور المجتمع وعاداته ودينه أو خوف من الأسرة ومقت المجتمع وذلك مرده للنقص في التشريع وعدم قيام الحكومة العربية والاسلاميه بالواجب الدستوري بمراعاة النظام العام واحترام الآداب العامة الواجب احترامها على جميع السكان وهذا إهمال أيضا من ًالحكومة إذ واجبه التشريع إلا إنها مشغوله بالغمز واللمز بين أعضائها منصرفتا ً عن مصالح الشعب والدولة إلى مصالح كل طرف من أطرافه ناسيتا ً واجباتها تجاه صيانة آداب المجتمع من الذوبان في بحار الفرنسية والتغريب المستوردة برضا ومباركة الحكومة .
تصور شابا يُقبل الآخر في المجمع كما يُقبل الرجل المرأة أو شاباً يضع يده على ظهر الفتاة في السوق مع تبادل الضحك بينهما هل هذه من آداب وأخلاق مجتمعنا ؟ هل من آداب الإسلام وعادات العرب أن تمشي الفتاة في السوق أو الشارع وربع ظهرها وبطنها مكشوف؟ هل أخلاق المجتمع وآدابه تقبل أن تنزل المرأة في البحربسليب ؟ ألم تكن الحكومة مكلفة برعاية المجتمع وحفظ تراثه ؟ لقد أضحت الحكومة بين التغريب الذي سحبها إلى الرضى بالتشبه وبين الجمود الذي أقعدها عن مؤاكبة التطور العلمي والصناعي والزراعي إنها حكومة جامدة عن تحقيق طموح الشعب لأنها عاجزة عن تحقيق النمو الشامل وهي متشبهة بالزي الغرب إن الحكومة غائبة عن حركة المجتمع ولا تعلم عن ذلك إلا إنها حكومة للشعب العربي ولأسلامي فقط هل نزل وزير الأوقاف والشئون الإسلامية إلى الأسواق ونقل إلى مجلس الوزراء في البرلمان ملاحظاته ؟ هل بحث مجلس الأمة في البرلمان هذه الظواهر الغريبة على عادات وآداب المجتمع وأحكام الشريعة وقدم اقتراحاً بحماية الآداب العامة بنصوص ملزمة للمواطن والوافد؟
إن رجال العرب المسلمين الغيارى وحرائر الأمة الاسلاميه المصانات ذوات الأخلاق العالية المتسربلات بالحشمة والوقارتأبى نفوسهم أن يروا هذه المناظر الشاذة عن عاداتهم و عاداتهن وليس لهم قدرة على تغيير الحال إذا الحكومة هي المسؤولة عن ضبط حركة المجتمع الأدبية وحفظ تراث الشعب العربي الاسلامي عن الفرنسة والتغريب وقيادة الدولة بالأخلاق الحميدة إلى المعارف العلمية والنهضة الشاملة والعناية بالإنسان صحيا ً وأخلاقيا ً وعلميا وإلا أن الحكومة جامدة ومتفرنجة ومتفرنسة وليس الشبيه كالمشبه به سياسيا ً واقتصاديا ً وعلمياً بل حتى في مجال الغذاء فالحكومة ليس لها قدرة على خلق الاكتفاء الذاتي لذلك لا الحكومة حفظت سيرتها الأولى ولا هي أتقنت الحداثة والتطور فضاعت عن الطريق،فأصبحوا كالغراب الاسود الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة البيضاء.    .
اللهم احفظ الأمة العربية ولاسلاميه من شر حكومة متفرنسة متغربة وهيئ للشعب العربي الاسلامي حكومة تحافظ على آداب المجتمع وعاداته وتراثه الإسلامي . آمين.
وقال تعالى في القران الكريم في سورة المائدة :
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ (27 ) لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28 )إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29 )فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ (30 ) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31 ).
بوجمعة بولحية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم