السبت، 18 يونيو 2011

المسلمين بين مطرقة بلدهم الأصلي وسندال بلد الاستقبال ؟

المسلمين بين مطرقة بلدهم الأصلي وسندال بلد الاستقبال ؟

أني أرى أن المسلمين والأسلام اليوم في غربة ..
فاكل من يستقيم على شرع الله هو غريب وكل من
يدعوللعودة بالاسلام إلى منبعه الصافي و قليل ما هم فهوغريب وكل
من يلتزم ما كان يتعبد به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو غريب
من يصدح بالحقيقة و يلتزم صغائر الأحكام و دقيقها فهوغريب
و أي غربة أشد من الغربة التي يعيشها الاسلام و المستقيمون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن الاسلام و المسلمون يوما بأسوأ حالا مما هم عليه الآن من الضياع و الضعف و التشتت و الغربة.
قال صلى الله عليه و سلم :
(طوبى للغرباء أناس صالحون في أناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم . ‌)
وقال الدكتوريوسف القرضاوي.
إن الواقع اليوم وفي عصور خلت، يدل على غربة الإسلام في دياره ذاتها، وبين أهله أنفسهم. حتى إن من يدعو إلى الإسلام الحق يعاني الاضطهاد والتنكيل، أو الشنق أو الاغتيال.
ولكن هل هذه الغربة عامة وشاملة ودائمة أو غربة جزئية ومؤقتة
فقد تكون الغربة في بلد دون آخر، وفي زمن دون آخر، وبين قوم دون غيرهم ..
إن الحديث يتحدث عن دورات أو موجات تأتي وتذهب وأن الإسلام يعرض له ما يعرض لكل الدعوات والرسالات
من القوة والضعف، والامتداد والانكماش، والازدهار والذبول، وفق سنن الله التي لا تتبدل. فهو كغيره خاضع لهذا السنن الإلهية، التي لا تعامل الناس بوجهين، ولا تكيل لهم بكيلين، فما يجري على الأديان والمذاهب يجري على الإسلام، وما جري على سائر الأمم يجري على أمة الإسلام.
فالحديث ينبئ عن ضعف الإسلام في فترة من الفترات، ودورة من الدورات
ولكنه سرعان ما ينهض من عثرته، ويقوم من كبوته، ويخرج من غربته، كما فعل حين بدأ.
فقد بدأ غريبًا، ولكنه لم يستمر غريبًا...
لقد كان ضعيفًا ثم قوي ، مستخفيًا ثم ظهر ، محدودًا ثم انتشر ، مضطهدًا ثم انتصر.
وسيعود غريبًا كما بدأ...
ضعيفًا ليقوى ثم يقوى، مطاردًا ليظهر ثم يظهر على الدين كله،
ملاحقًا مضطهدًا لينتشر وينتشر ثم ينتصر وينتصر.
فلا دلالة في الحديث على اليأس من المستقبل إن أحسنا فهمه.
ومما يدل على أن الحديث لا يعني الاستسلام أو اليأس، ولا يدعو إليه بحال، ما جاء في بعض الروايات من وصف لهؤلاء "الغرباء" من أنهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة، ويحيون ما أماته الناس منها.
فهم قوم إيجابيون بناؤون مصلحون، وليسوا من السلبيين أو الانعزاليين أو الاتكاليين، الذين يدعون الأقدار تجري في أعنتها، ولا يحركون ساكنًا، أو ينبهون غافلاً.
نعم إخواني الغرباء لا شك أن كلَ مسلم ٍغيور يعيش اليوم محنة تكاد تفسد عليه طعامه وشرابه ولا شك أن المحنة لا تحتاج إلى توضيح ولا تصريح فقد طالت كل شيء ولا حول ولاقوة إلا بلله مسلمون يعيشون غرباء في أوطانهم بين مطرقة بلدهم الأصلي وسندال بلد الاستقبال ، كما يعيش أهل التقوى اليوم غرباء و لا أقول بين البشر عامة بل حتى بين المسلمين أنفسهم في زمن أصبح فيه الاسلام مجرد شعائر شكلية لا نجد أثرها في أخلاق الناس المسلمين. ويقول الشيخ رشيد حمود: يجب على الشاب المسلم أن يثق في بلده الذي يعيش فيه ولا يشعر انه غريب، وعلى السلطات أيضاً أن تحترم هذا الشاب المسلم ولا تميز بينه وبين غيره.
والكاتب البريطاني المعروف {باتريك سيل} ينظر إلى أن المسألة بمنظور أعمق من ذلك ويرى أن {المسألة هي في كرامة المهاجرين المسليمن وغير المسلمين}
ويطالب باحترام كرامة هؤلاء المهاجرين المقيمين على أرض اوروبا وأبنائهم بوصفهم مواطنين كاملي الحقوق يستحقون العيش بكرامة وليسو غرباء .
بوجمعة بولحية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم