الثلاثاء، 15 يونيو 2010

الحكومة الاسبانية ترغب في تنظيم الاسلام للتقليص من هيمنة المغرب عليه


ترغب الحكومة الاسبانية في تنظيم الحقل الإسلامي في اسبانيا لتحقيق هدفين، الأول إيجاد مخاطبين رسميين لتسيير الشؤون الإسلامية والثاني هو إبعاد المغرب ووضع حد لتأثيره على الكثير من الجمعيات الدينية في هذا البلد الأوروبي.
وكانت جريدة الباييس قد عنونت تحقيقا نشرته خلال الأيام الماضية بهذا العنوان وزارة العدل الإسبانية تحاول تنظيم الإسلام الإسباني وإبعاده عن هيمنة الرباط ، ملخصة بذلك الهاجس الذي يسيطر على حكومة خوسي لويس رودريغيث سبتيرو بشأن كيفية التعاطي مع الجالية المسلمة التي يفوق عددها مليون نسمة ولكن دون تدخل خارجي متمثل في المغرب. وتحاول حكومة مدريد وبشكل مكثف، وإن كان بذكاء ونجاح أقل، منذ تفجيرات 11 آذار/مارس الإرهابية في مدريد والتي تسببت في مقتل 192 شخصا، تسيير شؤون الجالية الإسلامية لإبعادها عن شبح التطرف.
وتقوم بهذا في وقت ترفع هذه الحكومة فيه شعار تعزيز علمانية الدولة الإسبانية ، حيث لا تتدخل مباشرة في الشؤون المسيحية مبرزة أن الكنيسة لها تاريخ طويل في اسبانيا ومنظمة وفق هياكل ثابتة في حين أن الحقل الإسلامي يحتاج للمساعدة حتى تتم هيكلته بشكل متين. في هذا الصدد، وضعت وزارة العدل المكلفة بالجمعيات الإسلامية مؤخرا مشروع قانون يهدف إلى تنظيم اللجنة الإسلامية وجعلها أكثر دينامية وأكثر تمثيلية. فهذه اللجنة حتى الآن مقتصرة على اتحاد الجمعيات الإسلامية في اسبانيا و الفيدرالية الإسبانية للجمعيات الدينية الإسلامية ، لكن توجد عشرات الجمعيات وفيدراليات أخرى خارج اللجنة تطالب بالانضمام إليه.
وتجد وزارة العدل بعض الصعوبات في إيجاد مخاطبين في بعض الأقاليم لإنشاء المقابر الإسلامية ولتنظيم منتوجات حلال. ونقلت جريدة الباييس عن مدير قسم الشؤون الدينية في وزارة العدل، خوسي كونتريراس أن الهيكل الحالي للجنة الإسلامية الإسبانية جرى تنظيمه سنة 1992، وكان عدد المسلمين وقتها محدوداً والآن تغيرت خريطة الاسلام، مما يتطلب هيكلة جديدة.
وتعرب الكثير من الجمعيات الإسلامية تحفظا على الوثيقة الحكومية، إذ تعتبرها تدخلا مباشرا في الشؤون الإسلامية، بينما ترى وزارة العدل أن الهدف الحقيقي هو تنظيم الإسلام في اسبانيا واستيعاب باقي الجمعيات غير الممثلة في اللجنة الاسلامية.
ويبقى المثير هو ما كشفته جريدة الباييس في التحقيق المذكور أنه من ضمن أهداف الوثيقة الحد من هيمنة المغرب على بعض الجمعيات الإسلامية في اسبانيا، لا سيما وأن البعض منها مثل الفيدرالية الإسبانية للجمعيات الدينية الإسلامية تؤيد الكثير من المواقف السياسية للرباط في نزاع الصحراء ومشكل سبتة ومليلية المحتلتين. مصدر من الفيدرالية الإسبانية للجمعيات الدينية الإسلامية قال لـ لقدس العربي ان اسبانيا سترتكب خطأ خطيرا للغاية من خلال محاولة فك ارتباط الجالية المغربية بالمغرب. نتمنى تخليها عن الهواجس السياسية القائمة على أحكام مسبقة وأفكار خاطئة ونهج سياسة فرنسا التي تتعاون مع المغرب والدول المعتدلة في تسيير الشأن الديني .
ويضيف يمكن فك الارتباط في الكثير من المجالات باستثناء ما يتعلق بالروحي، فالمغرب مثلا لا يتدخل نهائيا في شؤون المسيحيين في المغرب ولم يطالب بمسيحية مغربية أو فك ارتباط الكنيسة المتواجدة في المغرب بالفاتيكان .
القدس العربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم