قل لي من تعبد … أقول لك من أنت؟

لاشك أن الغرب يعمل جاهداً لتأخير ظهور شمس الإسلام، ووصول أشعته النيرة الهادية، إلى مراكز صنع القرار في العالمين العربي والإسلامي، وفي ذلك تدخل مباشرة في الشؤون الداخلية للشعوب العربية والإسلامية، وفي زيادة معاناتها وحجبها عن النور الإلهي لآمادٍ أخرى، يسـتمر الغرب خــلالها بنهب ثروات هذه الشعوب وإهدار طاقاتها، وإحكام سيطرته السياسية والثقافية والاقتصادية عليها ،بمباركت حكامنا ضعيفي النظر فيما يحدق بالأمة من أخطار،هؤلاء الحكام الذين يشوهون صوره الدين الاسلامى فى الغرب وهم الذين يتاجرون به باعتباره دين متطرف يخوفون به إلهيهم الغرب بطريقتهم واسلوبهم الخاص .
إن الرئيس تونسي المخلوع ظل على مدي اكثر من 20 عاما يخوف الغرب من فزاعة الاسلاميين.
وكان الرئيس السابق المخلوع حسني مبارك، قد حدرالغرب بلغة واضحة من وصول الإخوان إلي مقاعد السلطة.
وعندما تكلم معمر القذافيي للإذاعة التركية ربط احتقر الشعب الليبي حينما قال أنه هو من يحمي أوربا من الهجرة والإرهاب الاسلاميين، واحتقر دوره كذلك كرئيس لليبيا  وقال وزيرالشؤون الخارجية والتعاون المغربي الطيب الفاسي الفهري إن هناك مخاطر من أن يتبع ما يطلق عليه ربيع العربي شتاء مظلم مقارنا بين إيران بعد الإطاحة بالشاه في عام 1979 وحل حكومة دينية محليه.
وقال " للمرة الأولى في التاريخ يحدث تحالف بين اليسار المتطرف ومتصفحي الانترنت والإسلاميين " وأضاف أن الإسلاميين لعبوا عن عمد ما سماه دورا حصيفا حتى الآن في الانتفاضات الإقليمية .
وقال صديق الملك محمد السادس والقيادي في حزب الاصالة و المُعاصرة، ، إلياس العماري الفتنة بمعناها السّني شرف لا أدّعيه  ثم قال إذ كان بنكيران يقصد الفتنة كما هي في المذهب السني، فهي مايسمى بالفتنة الصالحة، وهذه مكانة لا ادعيها وشرف لا أستحقه، كما قال خياري الفكري والسياسي ضد أسلمة الدولة والمجتمع، وسأصارع فكريا وسياسيا هذا المشروع ومن مختلف المواقع.. فعندما يخرجون في مظاهرات قومية أو وطنية يكون أول شعار يرفعونه هو خيبر يا يهود.. جيش محمد سيعود، وهذا الشعار عنصري وأفقه شمولي, وهنا أقول له كما قال الشاعر الكبير محمود درويش موجها نقده إلى نظام السادات في مصر: إما ان تكون لي لوحدي ضد نفسك ... او طردك فهذا هو الإبتزاز بالإمتياز.
فأي دور يلعبه هؤلاء الرؤساء والمسؤلين في الحكم في دولهم إلا ما اعترفوا به من كونهم بوليس أوربا والغرب.
وذلك ان هذا نداء الذي يوجهه هؤلاء الرؤساء والمسؤلين في الحكم كل يوم باتجاه الغرب "خرافة" ويخوفون الغرب من فزاعة الاسلاميين، و تهديدهم للغرب بالإسلام ،في هذا العصرقد أصبحت كلها مجرد خرافة ، وكل ما يقوله هؤلاء المسؤلين في الحكم كلها جاهلية إلا من رحم الله ، فلا تعجلوا فيعجل الخوف بكم .
قال تعالى (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون).وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء". فانتم ايها طواغه تعتقدون أن هذا التحريض على المسليمن في دولهم الإسلامية هي استغلالكم له من جنب ومن جانب أخر، أن هذا التحريض حول لأمة لإسلامية هي هدفها إرهاب الغرب وتفويض تقدمنه كي تفتعلوا به جوا من العداء والبغضاء بين الغرب و الشرق،وهذا يسهل عليكم الأمرفي اهلاك الشعب المسلم المهلوك اصلا، وسبب كل هذه الاحداث هم أنتم أيها الطواغة كي يسهل عليكم استحواذكم على اقتصاديات الذهب الأسود في البلدان الإسلامية ،و بدون شك أنكم تعتقدون أن التحريض على للمسلمين سيبوؤكم مكانة المهيمن وهو الذي جعلكم تتمادون في اخطائكم في حقه ، اتقوا الله في هذا الشعب المسلم المهلوك المظلوم  اتقوا الله  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام" يقول الله تعالى" وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين" و هل يتذكر هؤلاء أن مصيرهم المحتوم مهما طال إما أن يموت أو يحال إلى التقاعد أو العجز ثم يصبح في المجتمع نسيا منسيا ولنا العبرة في الآخرين من الطغاة وغيرهم وكل الظلمة وأعوانهم الذين ألقاهم الناس في مزبلة التاريخ بين شريد وطريد وخائف مذعور أو رهين اعتقال سلبت منهم النعمة وأحاطت بهم المحن ونزعت عنهم الكرامة وأصبحوا عبرة لمن يعتبر .
بل هل يتفكرون في قوله تعالى (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ )؟ هل يتعظون من قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أعان على خصومة بظلم أو يعين على ظلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع ) إن الله ينزل العقاب على المجتمع الذي يرى الظالم ويسكت عليه وأن هؤلاء الجبابرة فوق الأرض قد أفسدوا فيها وكانوا أهل ظلم وجور فمن هؤلاء الجبابرة أن فرعون حينما طغى و فسد في الأرض وأصدر قرار الألوهية وإدعي الربوبية من قصره فقال " أنا ربكم الأعلى" أرسل الله إليه موسي في قوله : "اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" و لكن فرعون الطاغية أستكبر و حينما صار بالماء وبدء يغرق بالطوفان صار يقول الآن آمنت بمن آمن به موسى . ...
ثم أغرقه الله تعالى في البحر على مرأى من بني إسرائيل وقصّة ثمود، وكثيراً من القصص الّتي حدّثنا الله فيها عن هؤلاء الجبابرة كثيرة.
و ما أرسل الله الرسل إلا ليقوى العلاقة بين العبد و الرب فمن كتب الله له الهدى أهتدى بما فى قلبه من خير و من كتب له الضلالة ضل بما فى قلبه من شر،أما طواغت العصر هذا الزمان فقد سلط الله عليهم محمد البوعزيزي، الذي قام يوم الجمعة 17 ديسمبرعام 2010 م بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بو زيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق شرطية صفعته أمام الملأ وقالت له: Degage أي ارحل (فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي وكذلك شعار الثورات العربية المتلاحقة). محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه فاحرق معه قلوبنا ولا زال يحرقها حتى الان كان هو السبب في اطاحة سلطات الحكام العرب ولم يحميهم الغرب الذي عبده وكانو له حماتها و يحفضون لها حدودها وامنها من يحميكم اليوم من الشعب الثائره المسكينه التي ضاقت بها الدنيا من الجوع والامراض إن ما حدث في تونس لهو القضاء الحتمي الذي ينتظر هؤلاء الحكام الذين باعوا الأوطان وعلقوا المشانق للأحرار، وحاربوا الاسلام وأذلوا المسلمين.
بوجمعة بولحية.